قريبة وبعيدة
31st May 2010
مدونة السفينة بقلم روبرت جاكسون
باتت جوهرة مسقط قريبة جدا من بينانج، بيد أن الرياح والتيارات المعاكسة تحول دون وصولها.
يوم طويل آخر من الرياح الخفيفة والمتغيرة. لم يبدأ الصباح بأي نسمة من الرياح، بل بالأشرعة مرخية على عوارضها. بيد أنه وبحلول الساعة العاشرة صباحا تطورت عاصفة جوية كبيرة أمام أعيننا، وقام أفراد الطاقم بتجهيز السفينة لاستقبال الحدث. وفي نهاية المطاف، مر محور العاصفة من أمامنا نحو الشمال، وترك الأمطار الخفيفة تهطل لفترة طويلة- وكان هذا مقبولا لدى الطاقم. أما فترة بعد الظهر فكانت شديدة الحرارة والرطوبة فضلا عن السكون، ثم جاء تيار مائي معاكس أدى إلى تحرك السفينة للخلف لمدة ساعة أو أكثر. لذلك لم تقطع الجوهرة إلا 14 ميلا خلال 28 ساعة كاملة- وهذه أقل مسافة تقطعها الجوهرة منذ مغادرة مسقط.
وعلى الرغم من قلة الرياح، والتقدم المخيب للآمال، كانت هناك بعض لحظات المتعة على متن الجوهرة. ففي وقت متأخر في فترة ما بعد الظهر، جاءت مجموعة من الدلافين لتمتع أفراد الطاقم بعرض رائع من القفز والتشقلب في الهواء. ومع حلول المساء، استمتعنا جميعا بمنظر بديع للحظة غروب الشمس لم نشهد مثيلة منذ بدء الرحلة.
نحن الآن على بعد 50 ميلا من بينانج. ونستطيع رؤية أضواء عشرات القوارب الصغيرة وهي تزين الأفق. إذا ازدادت سرعة الرياح ولو بشكل معتدل، يمكن أن نشاهد بينانج مساء غد. وهذا ما سيسعدنا حقا.