Adam Al Balushi helps lower the mizzen during today's squall (AA Photo)

الجو رطب وبارد- لكنه لم يدم طويلا!

30th May 2010

مدونة السفينة


هطول الأمطار يذكر أفراد الطاقم بالشعور ببرودة الجو.

يحاول أفراد طاقم الجوهرة الاستفادة من كل ميل من هذه الرحلة إلى ماليزيا. فعشية العاصفة والأمطار الغزيرة التي تعرضنا لها ليلة أمس، ضربتنا عاصفة أخرى حوالي الساعة العاشرة صباح اليوم. لكن، ولحسن الطالع، لم تكن العاصفة قوية هذه المرة، لكنها كانت تفتقد قوة الرياح التي عادة ما تأتي مع انهمار المطر. وهنا أقول إن الرياح المصاحبة للأمطار جعلت أفراد الطاقم يشعرون بتجربة غير متوقعة، وإن كانت مؤقتة، ألا وهي الشعور ببرودة الجو. فمنذ أربع وعشرين ساعة فقط، كان من المضحك أن يتنبأ المرء بأن أفراد الطاقم سوف يتجمعون حول أكواب الشاي الساخنة وهم يرتجفون من شدة البرد. هذا تحديدا هو ما حدث بعد توقف هطول الأمطار. فحالة الرعشة لم تستمر طويلا، حيث أن طعام الإفطار الساخن وعودة الشمس الاستوائية أنهيا هذه التجربة تماما. .

جاءنا سؤال من ليام دونوهوي من فيرنون بولاية كونيكتيكت الأمريكية مؤخرا تسأل فيه عما ما إذا كنا قلقين بشأن القراصنة. ونجيب بالقول، لا، في الحقيقة نحن لا نشعر بأي قلق من هذه القضية. لكن هذا لا يعني أن القراصنة ليسوا نشطين في المحيط الهندي، فأعمال القرصنة شائعة في غرب المحيط الهندي، لاسيما بالقرب من الصومال.

ينبغي الإشارة في واقع الأمر إلى أن تعبير “قرصنة” غير دقيق، وبعض المجموعات التي يطلق عليهم “قراصنة” هم في الحقيقة “لصوص بحر”. أما الفرق الأساسي فهو أن القراصنة يعملون على نحو مستقل، في حين أن لصوص البحر يعملون تحت إمرة زعيم سياسي أو دولة، على الرغم من أن هذا الفرق ليس واضحا تماما.

أما الشيء الواضح، فهو أن الغارات البحرية كانت ولا تزال جزءا من الحياة البحرية منذ أن بدأت السفن التجارية تمخر عباب المحيط الهندي. على سبيل المثال، وصفت بعض نقوش القرن الأول الميلادي التي عثر عليها في ميناء بيرينيك المصري القديم كيف أن الرومان استخدموا الحراب التي استقدموها من بالميريا (سوريا حاليا) للدفاع عن سفنهم من هجمات القراصنة. كان السفن الرومانية منخرطة في تجارة الفلفل والنباتات العطرية التي كانت تدر عليهم أرباحا كبيرة، ولم يكن من السهل عليهم أن يفقدوا سفينة محملة بهذه الحمولة الثمينة للقراصنة.

وفي القرن الرابع عشر، وصف ماركو بولو كيف أن سفن لصوص البحر شكلوا حصارا من 20-30 سفينة انتظارا لمرور السفن التجارية قبالة الساحل الغربي للهند. وبمجرد وصول السفن، بدأ لصوص البحر في الهجوم عليها ونهبها. وبعد بضعة سنوات من قصة ماركوبولو، تعرضت سفينة كانت تحمل الرحالة المعروف ابن بطوطة لهجوم في نفس المياه غرب الهند على يد 12 سفينة. وبمجرد صعودهم على متن السفينة، قام لصوص البحر بسرقة كل شيء باستثناء بنطلون ابن بطوطة، “وسرقوا اللؤلؤ وأحجار الروبي التي أهداها لي ملك سيلان.”

ولقرون عديدة، وحتى العقود الأخيرة- كان مضيق ملقة الذي باتت جوهرة مسقط على مقربة منه ، ملاذا آمنا للصوص البحر والقراصنة. وفي أوائل القرن الخامس عشر، حذر أحد البحارة الصينيين أن الكثير من سكان سواحل هذا المضيق كانوا قراصنة، ووصف كيف أنهم كانوا يستخدمون قرابة مائة قارب لمطاردة فريستهم لأيام قبل اختيار اللحظة المناسبة لبدء الهجوم عليها.

بيد أنه وعلى الرغم من تاريخها النابض بالحياة فيما يتعلق بالقراصنة ولصوص البحر، فإن منطقة المحيط الهندي التي تجوبها جوهرة مسقط آمنة تماما. وهذا يعني أنه ينبغي علينا أن نهتم بقضايا أكثر إلحاحا مثل الملاحة، وصيانة السفينة والأحوال الجوية.

< السابق  |   التالي >