-
"جوهرة مسقط" اسم أطلقه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه على هذه السفينة الشراعية التقليدية التي شيدت على ساحل قنتب بمدينة مسقط العامرة في سلطنة عمان.
-
وقد تم بناء "جوهرة مسقط" باستخدام ألواح من الخشب تم تشبيكها بحبال مصنوعة من ألياف أشجار النارجيل، دون استخدام المسامير أو البراغي وذلك على غرار صناعة السفن التقليدية إبان القرن التاسع الميلادي.
-
تصميم "جوهرة مسقط" وبناؤها مستلهمان من حطام سفينة شراعية عربية يعود تاريخها إلى القرن التاسع الميلادي تم اكتشافها في المياه الاقليمية الاندونيسية – قرب جزيرة البيلتانج عام 1998م
The design and construction of the Jewel of Muscat was inspired by the wreck of a 9th century Arab sailing vessel discovered in 1998 near Belitung Island, Indonesia.
-
أما الأخشاب المستخدمة في بناء السفينة فتشمل أفزيليا أفريكانا (من غانا) والساج (من الهند) والسدر (من عمان).
-
اشتملت حمولة السفينة التي بُنيت على غرارها "جوهرة مسقط" على العديد من التحف المصنوعة من الخزف الصيني التي تحمل نقوشا عربية، بالإضافة إلى قدور فضية وذهبية تعرف جميعها بكنز التانج.
-
يبلغ طول "جوهرة مسقط" 18 مترا وعرضها 6.5 أمتار.
-
أبحرت "جوهرة مسقط" من ميناء السلطان قابوس في احتفالية رسمية وشعبية، برعاية صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد وبحضور حشد من المسؤولين والدبلوماسيين وأهالي البحارة.
-
وانطلقت "جوهرة مسقط" في رحلتها التاريخية من ميناء السلطان قابوس في تمام الساعة الثانية عشر ظهرا في غرة ربيع الأول 1431 هجرية الموافق السادس عشر من فبراير 2010 ميلادية.
-
قضت "جوهرة مسقط" 68 يوما في عرض البحر في حين استغرقت المدة الكاملة للرحلة 138 يوما وقطعت 3580 ميلا بحريا (أي ما يعادل 4119 ميلا أو 6630 كيلومترا).
-
الأشرعة الرئيسية التي استخدمت في السفينة صُنعت يدويا من قماش الكتان، كما تم خلال الرحلة أيضا استخدام بعض الأشرعة المصنوعة من سعف النخيل.
-
تكون طاقم جوهرة مسقط من خمسة عشر بحارا بقيادة القبطان صالح بن سعيد الجابري.
-
يرجح علماء الآثار البحرية أن السفينة الأم التي بنيت على غرارها "جوهرة مسقط"، كانت في طريق عودتها من الصين إلى شبه الجزيرة العربية عندما غرقت.
-
وجاء بناء "جوهرة مسقط" إحياء لتلك الذكرى وتكريما للبحارة البواسل الذين أبحروا بالسفينة الأم. ويشكل مشروع جوهرة مسقط توثيقا مهنيا وعلميا وثقافيا لتاريخ الإبحار العريق والموروثات الشعبية والحضارية لطريق الحرير والتوابل.
-
وخلال الرحلة، استخدم طاقم جوهرة مسقط أدوات الملاحة البحرية التقليدية التي كانت قيد الاستخدام في القرن التاسع الميلادي وذلك بهدف تعزيز فهمنا لمهارات وأدوات الإبحار القديمة.
-
لقد ارتبط تاريخ عمان بالبحر ارتباطا وثيقا، إذ أن من المعلوم أن البحارة العمانيين كانوا من أوائل العرب الذين وطأت رحالهم أراضي الهند والصين وأفريقيا وأمريكا، حاملين في صدورهم قيم وأصول الدين الحنيف والتسامح والسماحة ومكارم الأخلاق.
-
جسدت رحلة السفينة "جوهرة مسقط" رمزا شاهدا على الصلات التاريخية والصداقة الموغلة في القدم بين عمان وشعوب الدول المطلة على المحيط الهندي. كما أكدت على تواصل السلطنة وتفاعلها الإيجابي مع مختلف الحضارات والثقافات، فضلا عن أنها جاءت احتفاء بذلك الإرث الحضاري الذي يفخر به كل عماني.
-
تم توثيق كافة مراحل بناء "جوهرة مسقط" ورحلتها الملحمية في فيلمين وثائقيين، كما صدر كتاب عن قصة الجوهرة ورحلتها.
-
توقفت "جوهرة مسقط" قبل وصولها إلى وجهتها النهائية في سنغافورة في موانئ كوتشن (الهند)، جالي (سريلانكا) جورج تاون (بجزيرة بنانج ماليزيا) وبورت كلانج (ماليزيا).
-
وصلت "جوهرة مسقط" إلى محطتها الأخيرة في سنغافورة في تمام الساعة الخامسة عصرا يوم الثالث من يوليو 2010م، حيث حظي أفراد طاقمها باستقبال رسمي من فخامة الرئيس السنغافوري أس أر ناثان وصاحب السمو السيد حارب بن ثويني آل سعيد، مبعوثا وممثلا عن حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم وبحضور معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين ورجال الأعمال.
-
قُدمت "جوهرة مسقط" كهدية سلطانية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه إلى الشعب السنغافوري الصديق، تقديرا للعلاقات الثنائية المتميزة والتعاون المثمر بين البلدين.
-
ويهدف هذا المشروع إلى تحفيز الشباب العماني من أجل المحافظة على تراث عمان البحري. كما يهدف إلى غرس حب البحر والإبحار الشراعي والفنون والتراث والأسفار ورفع اسم عمان عاليا خفاقا في عالم الاستكشاف العلمي.
-
سوف يظل هذا العمل التاريخي مثالا حيا للأجيال المقبلة يتعرفوا من خلاله على هذا الإنجاز العظيم الذي حققه أفراد الطاقم البواسل وفريق البناء ليكون شاحذا لهممهم ومصدر فخر لهم.
-
تقف جوهرة مسقط شامخة الآن في المعرض الدائم في المتحف البحري التجريبي في دنيا المنتجعات في جزيرة سنتوسا في سنغافورة وذلك اعتبارا من الخامس عشر من أكتوبر 2011. يحكي المتحف لزواره قصة طريق الحرير البحري ويعمل على إثراء الأبحاث التاريخية والثقافية والعلمية.