الكلمة التي ألقاها معالي الدكتور محمد ماليكي بن عثمان، كبير وزراء الدولة بوزارة الدفاع ووزارة الخارجية السنغافورية خلال الاحتفال بالذكرى الخامسة لمشروع جوهرة مسقط
1 نوفمبر 2015
صاحب السمو السيد فاتك بن فهر بن تيمور آل سعيد
معالي يوسف بن علوي بن عبد الله، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية
معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، أمين عام وزارة الخارجية
أصحاب السعادة، الحضور الكرام، السيدات والسادة
إنه ليسعدني أن أعود إلى عمان مجددا ويشرفني أن أتواجد مع أصدقائي العمانيين والوفد السنغافوري هذا المساء للاحتفال بالذكرى الخامسة لرحلة جوهرة مسقط الرائعة من مسقط إلى سنغافورة.
غادرت جوهرة مسقط عمان منذ خمس سنوات أي في السادس عشر من فبراير 2010. وبعد قضاء 68 يوما في عرض البحر، دخلت الجوهرة إلى سنغافورة مظفرة في الثالث من يوليو 2010.
حظيت جوهرة مسقط بترحيب حار من الزوارق السريعة وسط هتافات الجماهير التي احتشدت لاستقبالها لدى دخولها ميناء خليج كيبل.
ولقي أفراد طاقمها ترحيبا حارا جدا من رئيس سنغافورة في ذلك الوقت إس آر ناتان ومن ممثل حضرة صاحب الجلالة صاحب السمو السيد حارب بن ثويني آل سعيد.
وتم خلال احتفال رمزي تسليم جوهرة مسقط رسميا كهدية سلطانية من سلطنة عمان إلى شعب سنغافورة. وإننا إذ نحتفل بالذكرى الخامسة لرحلة جوهرة مسقط، يسرنا أن نعرب عن تقديرنا لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد.
لقد قدم جلالته الدافع والدعم لإعادة بناء سفينة بنفس مواصفات سفينة شراعية تجارية عربية من القرن التاسع الميلادي وبنفس روح التراث البحري العماني التليد.
لم يكن الهدف من هذا المشروع العظيم بناء سفينة باستخدام أساليب البناء القديمة فحسب وإنما كان أيضا الإبحار بها بنجاح عبر المحيط الهندي من مسقط إلى سنغافورة.
أذكر أنني عندما رافقت فخامة الرئيس السنغافوري في ذلك الوقت ناثان خلال زيارته إلى السلطنة في عام 2009، شاهدت بنفسي عملية بناء الجوهرة في ساحة البناء في مسقط. لقد كان العمل مضنيا بحق، وشدتني مهارة الحرفيين المشاركين في بناء السفينة واهتمامهم بالتفاصيل الدقيقة. وقد حظيت رحلة الجوهرة باهتمام كبير من وسائل الإعلام العالمية ومن المجتمع الدولي.
وقامت الجمعية الوطنية الجغرافية (ناشيونال جيوغرافيك) بإنتاج فيلمين وثائقيين عن عملية بناء جوهرة مسقط ورحلتها إلى سنغافورة.
ويسرنا في هذا المساء أن نشيد بشجاعة طاقم الجوهرة بقيادة القبطان صالح الجابري على إنجاز هذه الرحلة الإعجازية.
وسوف يسجل التاريخ هذا الإنجاز البطولي وسيبقى مصدر إلهام للأجيال المقبلة مما يدفعهم على المحافظة على إنجازات بلادهم العظيمة بل وتحقيق أشياء عظيمة أخرى.
واليوم، تقف الجوهرة في معرضها الدائم في المتحف البحري التجريبي في سنغافورة.
ويزور المعرض سنويا حوالي مليون شخص حيث تقف الجوهرة شامخة كرمز للتاريخ البحري المشترك بين عمان وسنغافورة وشاهد على الصداقة الوطيدة التي تربط البلدين.
وعلاوة على الاحتفال بالذكرى الخامسة لرحلة جوهرة مسقط الناجحة، نحتفل أيضا بالذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين سنغافورة وسلطنة عمان.
وتتجسد علاقاتنا الثنائية المتنامية في الزيارات المنتظمة بين قيادتي البلدين ومسئوليهما.
ويشتمل التعاون بين البلدين على الكثير من المجالات ذات المصلحة المتبادلة مثل تكنولوجيا المعلومات والتعليم والتدريب في القطاع العام وإدارة الموانئ والتخطيط الاقتصادي.
كما أن هذه العلاقات الوثيقة التي تربط سنغافورة وسلطنة عمان تزداد قوة بالعلاقات الاقتصادية القوية بين البلدين.
فالشركات السنغافورية تشارك بقوة في مختلف القطاعات في سلطنة عمان لاسيما في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتحلية المياه والاستزراع السمكي.
إنني على ثقة تامة بأن التنفيذ الناجح لاتفاقية التجارة الحرة بين سنغافورة ودول مجلس التعاون الخليجي سوف يدعم المصالح الاقتصادية المشتركة في سنغافورة وعمان،
كما أنها ستؤدي إلى تعزيز التجارة والاستثمار بين البلدين. إننا نتطلع إلى عمل المزيد مع عمان.
وإننا إذ نحتفل بالذكرى الخامسة لرحلة جوهرة مسقط هذا المساء، نعتبر هذا الإنجاز كنزا عظيما يربط شعب سنغافورة بالشعب العماني.
إنها شهادة على علاقاتنا الخاصة وأنا على ثقة أن علاقاتنا سوف تزداد عمقا وستصل إلى آفاق أرحب خلال السنوات المقبلة.
أود أن أغتنم هذه الفرصة لأتوجه بالشكر إلى مضيفنا الكريم، معالي يوسف بن علوي بن عبد الله، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، ومعالي السيد بدر أمين عام الوزارة وموظفي وزارة الخارجية،
على كرم الضيافة الرائع الذي حظينا نحن والوفد المرافق لنا، وعلى التزامهم بالعمل معنا لتعزيز العلاقات بين البلدين.
وأخيرا اسمحوا لنا أن ننقل تحياتنا الطيبة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد وأمنياتنا له بموفور الصحة والعافية، وأطيب أمنياتنا لسلطنة عمان بدوام السلام والرفاهية.
شكرا لكم