اعتماد كامل على الرياح
27th May 2010
ميلاي براباكار
ميلاي براباكار يفكر في الفرق بين الإبحار على متن جوهرة مسقط والإبحار على متن السفن الأخرى التي اعتاد العمل عليها.
بعد أن ترعرت وكبرت في تشيناي في الهند، قلت لنفسي إنني أريد أن أعمل في وظيفة تساعدني في مشاهدة جمعي دول العالم. لذلك، ولأنني كنت استمتع على الدوام بالإبحار وبكوني قرب المحيط، قررت الالتحاق بالدراسة في الكلية البحرية في تشيناي. ومنذ ذلك الوقت، قضيت معظم وقتي في العمل في البحر، أولا، كمشغل للاسلكي، ثم كملاح، وحاليا كمهندس الكترونيات وملاحة. لقد خدمت على متن عشرين سفينة بأحجام مختلفة على مدى السنين الماضية، وسافرت إلى كل دول العالم. أنا حاليا أتمتع بأجازة لمدة ستة أسابيع من العمل في سفينة غوص تعمل في حقول النفط في الخليج العربي. أنا أحب وظيفتي كثيرا، ولدي الكثير من الذكريات السعيدة عن الأماكن الغريبة التي ذهبت إليها. وهناك حوادث غير سارة أيضا، مثل عواصف شمال الأطلنطي، فضلا عن مخاوف التعرض لهجوم القراصنة قبالة سواحل الصومال في عام 2000، لكنه كان عملا عظيما بالنسبة لي بوجه عام.
لقد بدأ عملي بجوهرة مسقط عندما تقدمت بطلب بناء على إعلان صادر عن رابطة القوارب الهندية، ورابطة اليخوت الهندية يطلب متطوعين للعمل على متن جوهرة مسقط. وبصفتي بحار محترف، تمنيت أن أجرب الحياة على سطح سفينة شراعية حقيقية، وكنت مهتما بوجه خاص بالتعرف على أساليب الملاحة القديمة. وتقدمت لشغل وظيفة عضو طاقم السفينة. وكانت سعادتي غامرة لدى علمي بقبول طلبي. وكنت أتمنى أن أكون على متن الجوهرة طوال الرحلة من مسقط إلى سنغافورة. بيد أن التزامات العمل لم تعطيني الوقت الكاف للخدمة طوال الرحلة من جال إلى بينانج.
لقد كان الرحلة مثيرة ورائعة حقا، حيث أننا تعرضنا لكافة أشكال الأحوال الجوية، من هادئ إلى عاصف، وأبحرنا بسرعات تتراوح من 1.5 عقدة إلى سرعة قياسية مذهلة وصلت إلى 11 عقدة. وبصفتي شخص اعتاد على وسائل الراحة التي توفرها السفن الكبيرة التي تعمل بمحركات آلية، أشعر أنني تعلمت الكثير من تجربتي في مواجهة خطر البقاء وسط المحيط على سطح سفينة صغيرة مصنوعة من الخشب، وتعتمد حركتنا تماما على هوى الرياح. ونتيجة لذلك، ازداد إعجابي الشديد بالبحارة العرب والهنود القدامى.
إنني أشعر بالأسف والحزن لأنني سأغادر جوهرة مسقط في بينانج، لكنني سأشعر بالشكر والامتنان طول عمري لمن منحني فرصة الإبحار على متن هذه السفينة التاريخية الفريدة والهامة. أود أن أتقدم بالشكر إلى وزارة الخارجية العمانية، وإلى الدكتور توم فوزمر ومسئولي المشروع الآخرين، وإلى رابطة اليخوت الهندية، وإلى اتحاد تاميل نادو للقوارب لمنحي هذه الفرصة التي لا تتكرر إلا مرة واحدة في الحياة.