أيام الصيف الحارة
10th March 2010
مدونة السفينة
تقف الجوهرة ساكنة قبالة كوتشين ويعاني أفراد الطاقم من شدة الحرارة، ويقفزون في البحر عندما تسنح الفرصة.
مازلنا نقف ساكنين وسط بحر يشبه الزجاج بين سوهيلي بار وكالبيني في أرخبيل لاكشادويب. إن ارتفاع درجة الحرارة في هذه المنطقة المنخفضة تمثل عاملا رئيسيا في الحياة اليومية لطاقم الجوهرة لأنها تصيب المرء بالضعف وتجعل النوم صعبا. وفي الواقع، أصبح النوم في الطابق السفلي للجوهرة مستحيلا خلال النهار للمجموعة التي لا تقوم بالمراقبة، فضلا عن أن الظل على ظهر الجوهرة بات من الأشياء النادرة الحدوث. بيد أن هذه هي الحياة في البحر، وقد تحمل البحارة فترات خارجة عن الإرادة من الهدوء والعواصف والحرارة الشديدة والبرودة القارسة والراحة والتعب منذ بداية مغامراتهم ورحلاتهم في المحيط.
تمثلت المهمة الرئيسية لأفراد الطاقم بعد الانتهاء من تمرين “انتشال الغريق” اليوم في فحص الأجزاء المغمورة من الدفة وبدن السفينة. ونظرا لارتفاع درجة الحرارة، تطوع كافة أفراد الطاقم وبحماس شديد للقيام بجزء من هذه المهمة. ولحسن الطالع، اكتشفنا أن الدفة وبدن السفينة في حالة ممتازة. كما اكتشفنا أن هناك مجموعة كبيرة ومتنوعة وكثيفة من الكائنات البحرية التي تعلقت ببدن السفينة على نحو يزيد بكثير عما شاهدناه في المرة السابقة. هناك نمو كثيف للطحالب، والكثير من هدابيات الأرجل وعدد كبير من السرطانات الصغيرة. كما كان هناك عدد كبير من صغار السمك الطيار يستريحون تحت ظل الجوهرة.
تسأل الآنسة سارة دونوهيو من مدينة فيرنون بولاية كونيتيكت (بالولايات المتحدة) عما إذا كنا قد شاهدنا الكثير من التلوث خلال الرحلة، وكم عدد السفن التي نراها في يوم واحد. في الحقيقة، لم نشاهد إلا كميات صغيرة جدا من النفايات في المحيط المفتوح حتى الآن. بيد أن بقعة النفط التي رأيناها على رقبة طائر خطاف البحر الذي هبط على سطح الجوهرة أول أمس تدل على أن هناك بقعة نفط غير معروفة الحجم بالقرب من السفينة. لكن، ولسوء الحظ، من المؤكد أن كمية النفايات سوف تزداد مع اقترابنا من البر.
أما فيما يتعلق بعدد السفن التي قابلناها، فإنها تقدر بحوالي 30-40 سفينة حتى الآن. لكن، وعلى الرغم من أننا شاهدنا الكثير من السفن في بداية الرحلة، مرت علينا أيام عديدة لم نشاهد خلالها سفينة واحدة. لكن معظم السفن التي شاهدناها كانت على مسافات بعيدة جدا. ولم يحدث إلا مرة واحدة أن اقتربت سفينة منا بدرجة كافية نستطيع من خلالها التحدث إليها عبر الفي إتش إس اللاسلكي ونطلب منها أن تغير مسارها قليلا. شكرا جزيلا يا دونهيو على هذا السؤال. نحن نعرف أن اليوم هو عيد ميلادك. لذلك، أرجو أن تتقبلي أطيب التهاني والأمنيات من كافة أفراد طاقم جوهرة مسقط.
نحن حاليا على بعد حوالي 200 ميل من كوتشين. لكن يصعب علينا في ظل الظروف الحالية أن نحدد موعد وصولنا إلى هناك. لقد تعلمنا أنه ينبغي علينا أن نتحلى بالصبر، لكن، وحيث أن وقت الغروب يبدو وكأنه يشعل الأفق الغربي، فإننا نتطلع جميعا لأخذ قسط من الراحة من شدة حرارة النهار، ولاستقبال النسيم البارد مع حلول الفجر.