السفينة الأم وكنوز التانج

treasure1

بدأت إحدى الشركات الألمانية في عام 1998 بإذن من الحكومة الأندونيسية باستخراج بقايا سفينة عربية تعود للقرن التاسع للميلاد عثر عليها أحد الصيادين قبالة جزيرة بليتانج. وعثر ضمن بقايا السفينة الأم على 60.000 قطعة من الخزف الصيني النادر، سميت هذه المجموعة فيما بعد كنوز التانج.

صنعت كنوز التانج في أفران خاصة في منطقة في الصين تعرف حالياً بمقاطعة هونان، ويبدو أن الخزف كان في طريقه إلى ماليزيا والهند وشبه الجزيرة العربية.

تضم كنوز التانج قطعاً من الخزف الصيني الأزرق والأبيض، وأخرى مطلية بثلاثة ألوان، إضافة إلى ثلاثة صحون من خزف تشينجهوا هي أفضل ما اكتشف حتى الآن من هذا النوع من الخزف. تشير الكتابات التي وجدت على بعض القطع على أن عملية صنع الخزف ونقله تمت في فترة ما خلال القرن التاسع، وهذا ما يؤكده تاريخ الكربون الموجود على بعض القطع، وتوضح النقوش الإسلامية التي كتبت بالخط العربي قدم الصلات التجارية بين الصين ودول العالم العربي.

إن اكتشاف السفينة الأم والقطع التي تحملها له أهمية تاريخية كبيرة فهو يقدم دليلاً ملموساً على وجود الطريق التجاري treasure2البحري بين شبه الجزيرة العربية والرق الأقصى منذ القرن التاسع على أقل تقدير.

أما بقايا السفينة الأم فقد أسهمت بتعميق فهمنا لأساليب الملاحة وصناعة السفن العربية أثناء تلك الحقبة. كذلك تبين القطع الخشبية المستخرجة أن العرب استخدموا طريقة التشبيك بالحبال في صناعة السفن وقد بينت الاختبارات التي أجريت على الخشب موطنه الأصلي. أما موقع السفينة الأم فقد أوضح لنا الكثير حول الطرق البحرية التي سلكها الملاحون العرب في أسفارهم إلى ومن الصين.