رسالة تيري غارسيا، الرئيس التنفيذي للعلوم والاستكشاف بالجمعية الوطنية الجغرافية إلى الاحتفال بالذكرى الخامسة لمشروع جوهرة مسقط
1 نوفمبر 2015
الضيوف الكرام
ما برحت الجمعية الوطنية الجغرافية ( ناشيونال جيوغرافيك) تدعم الاستكشاف العلمي والاكتشاف حول العالم على مدى أكثر من 125 عاما.
بدءا من بحث هيرام بنغهام عن مدينة ماتشو بيتشو المفقودة، ومرورا ببحث جين جودال عن الجنس البشري في أبناء عمومتنا من الشمبانزي، إلى اكتشافات لي برجر الأخيرة لأسلاف البشر في جنوب أفريقيا.
تسعى الجمعية الوطنية الجغرافية، من خلال كل هذه الاختراقات العلمية، أن تنقل للرأي العام النجاحات التي تحققها التجارب العلمية والصعوبات التي تواجهها.
وفي هذا الصدد، أود الإشارة إلى أن جوهرة مسقط تمثل مشروعا استثنائيا في عالم العلوم والاستكشاف ليس بسبب الإنجازات التي حققتها والإنجازات التي مازالت تحققها حتى الآن وإنما أيضا بسبب القيم الإنسانية التي تجسدها.
إن روح الجوهرة هي نفس الروح التي اهتدى بها الملاحون العرب الأوائل الذين أبحروا بكل بسالة من عمان إلى مياه لم يطأوها من قبل لفتح طرق جديدة للتجارة إلى الشرق.
إنها روح المغامرة والاستكتشاف والانفتاح على ثقافات مختلفة وتجارب جديدة.
كما تعد جوهرة مسقط مثالا ساطعا لما يمكن تحقيقه من خلال التعاون الدولي.
وتفخر الجمعية الوطنية الجغرافية بمشاركتها مع حكومة سلطنة عمان في توثيق عملية بناء هذه السفينة الرائعة والإبحار بها من عمان إلى سنغافورة.
الشيء الوحيد الذي يحزنني هو أنني لم أتمكن من الحضور بنفسي لتهنئة الخبراء العمانيين والأجانب الذي حققوا هذا الإنجاز.
وحيث أن الجمعية الوطنية الجغرافية دخلت مرحلة جديدة في تاريخها بعد دخولها في شراكة مع فوكس القرن الحادي والعشرين،
فإننا نتطلع إلى توسيع نطاق دعمنا للعلوم والمحافظة على البيئة والاستكشاف في كل أنحاء العالم.
وفي الحقيقة، تشكل سلطنة عمان ومنطقة شبه الجزيرة العربية حلقة أساسية للأنظمة الإيكولوجية البحرية والبرية فضلا عن أنهما يشكلان موطنا للعديد من الثقافات واللغات القديمة.
لذلك، فإننا نعتقد أن هذه المنطقة تمثل مركزا ثقافيا وبيولوجيا رئيسيا ونحن حريصون كل الحرص على استمرار علاقاتنا التي بدأناها بجوهرة مسقط.
إننا إذ نتقدم بخالص التهاني القلبية لكافة الخبراء والمسؤولين الحكوميين الذين ساهموا في إنجاح مشروع جوهرة مسقط، نتمنى أن نلتقي بكم في المستقبل القريب.