الملاحة العربية التقليدية
19th February 2010
روبرت جاكسون
اليوم مشمس وصاف مع وجود بعض الرياح الجنوبية الخفيفة. من الجيد أننا نرى أننا نحرز بعض التقدم على الخريطة.
شاهدنا عند الساعة الثامنة وخمسين دقيقة صباحا مجموعة من الدلافين منتشرة على نطاق واسع على جانبي السفينة. وكان من الصعب تحديد نوع هذه الدلافين، لكن يبدو أنها من الدلافين ذوات الأنف الشبيه بعنق الزجاجة. إنه لشيء ممتع أن نرى هذه المخلوقات الجميلة في البرية.
لجأ القبطان صالح إلى استخدام الكمال في الليلة الماضية لتحديد موقع الجوهرة على خط العرض ومسارها. وسوف يستخدمه كل ليلة تكون السماء فيها صافية تتلألأ وسطها النجوم، وسيسجل الملاحظات في كل مرة. الكمال أداة ملاحية بسيطة ورائعة في نفس الوقت، وكانت تستخدم في كافة أرجاء المحيط الهندي في الماضي. يتكون الكمال من قطعة خشبية صغيرة يتفق طولها مع عدد محدد من الأصابع. لذلك، بعض أجهزة الكمال تمثل أربعة أو ستة أو ثمانية أو حتى 13 أصبعا. يوجد في وسط قطعة الخشب فتحة صغيرة يمر من خلالها خيط.
ولكي يتم استخدام الجهاز، يمسك الملاح بالخيط بين أسنانه، ويحرك الكمال إلى الأمام إلى أن يتحاذى الجزء السفلي من القطعة الخشبية مع الأفق، أما الجزء العلوي فيتحاذى مع نجم محدد مثل نجم الجنوب. ثم يقوم الملاح بتحديد هذا الموقع بربط عقدة في الخيط. وبمرور الوقت، يستطيع البحارة المتمرسون تدوين سجل محدد من نقاط العرض لمختلف الموانئ والجزر التي قاموا بزيارتها.
بالطبع، هذه الطريقة لم تستخدم إلا لقياس خط العرض- بعدد من الدرجات شمالا أو جنوبا. بيد أن قياس خط الطول- بعدد من الدرجات شرقا أو غربا- بدقة ظل يمثل تحديا علميا إلى أن تم اختراع الكرونوغراف (جهاز قياس وتسجيل الوقت) في القرن الثامن عشر.
ويعد اختراع الكمال واستخدامه لفترة طويلة مثالا آخرا لقدرة البحارة العرب القدامى على بناء ثروة هائلة من المعلومات عن علم الفلك والملاحة.