المدونة الأولـى للقبطان
5th October 2009
صالح الجابري- القبطان
يشـرفني أن يتم اختياري قبطاناً لجوهرة مسقط
أشعر بفخر كبير لأني سأقود السفينة على الطرق التجارية القديمة من مسقط إلى سنغافورة عبر الهند وماليزيا كما كان يفعل أجدادانا الأولون من قبلنا. يشرفني أن أشارك في هذا المشروع العظيم وأقود السفينة التي ستكون هدية صاحب الجلالة إلى الشعب السنغافوري.
مشروع جوهرة مسقط رائع، فهو يجمع بين الحداثة والتراث البحري المجيد للسلطنة ويجسـد للشباب العماني المشاق التي تكبدها أجدادنا في بناء الحضارة العمانية الحديثة التي نعيشها اليوم. كانت الحياة في السابق مضنية جداً ونحن ممتنون لما ننعم به اليوم. الجانب التعليمي من المشروع في غاية الأهمية، فهو يفتح آفاقاً واسعة للمدارس والمعاهد والجامعات والكليات لفهم الأساليب القديمة في صنع السفن من دون استخدام مسامير أو براغي.
أشعر في هذه اللحظة التاريخية وكأن حلمي قد تحقق من خلال إحياء تراث عمان البحري على هيئة جوهرة مسقط وأن أحظى بشرف الإبحار بها إلى سنغافورة. آمل أن يلهم هذا المشروع الشباب العماني على التأمل في تراث أسفارنا البحرية العريقة وأن يشجعهم على الإبحار.
ما زال هناك الكثير من العمل أمامنا حتى تصبح السفينة جاهزة للإبحار ولمواجهة التغيرات المناخية المختلفة للبحر والرياح. علينا أن نحدد أيضاً عدد الأشرعة الملائمة لسرعة الريح وكيفية التحكم بالسفينة في البحر.
علينا بالطبع اختيار الطاقم وتدريبه. أنا واثق من خلال خبرتي في التدريب في مشروع شباب عمان أنه في غضون أسبوعين أو ثلاثة من بدء التدريب سنتمكن من اختيار الأشخاص الأكفاء. أن ترغب في الإبحار شيء وأن تجد نفسك في وسط المحيط شيء آخر!!
بالنسبة لي هذه أول مرة أبحر بسفينة أراها تصنع وتنزل للماء قبل أن أقودها. إنه شعور مميز جداً فأنا سعيد وفخور جداً بهذا المشروع العظيم.
أعتقد أن هذا المشروع مهم جداً للسلطنة ولإعادة إحياء ماضيناالبحري العظيم. والدي كان بحاراً كما كان والده من قبله، وأنا في غاية السعادة لأنني سأشارك في هذه المهمة التاريخية وأبحر بجوهرة مسقط في رحلتها الملحمية إلى سنغافورة. هذا واجب وطني أتشرف بالقيام به وبذل ما بوسعي لإنجاحه على أكمل وجه حتى آخر قطرة من دمي وأعود بالسفينة وطاقمها إلى الوطن بسلام.