04012010_IMG_7479_r
الشراع المستطيل والشراع المثلث

23rd May 2010

مدونة السفينة


بدء أعمال الصيانة والإصلاحات على متن الجوهرة، والسبب وراء استخدام الأشرعة المستطيلة بدلا من المثلثة.

اليوم كان عاديا وروتينيا نسبيا على سطح جوهرة مسقط، حيث تم إجراء بعض أعمال الصيانة على بعض الحبال، بالإضافة إلى إصلاح طرف الصاري المزيني. أما العمل الأكثر تعقيدا فتمثل في إصلاح المضخة الكهربائية التي توقفت عن العمل منذ بضعة أيام. ويبدو أنها تعرضت للتلف خلال واحدة من العواصف القوية عندما سقط كيسان من الحصى الذي نستخدمه كأثقال لحفظ توازن السفينة على المضخة. وبعد جهد جهيد، وتدفق المياه في المضخة، استطاع لوكا بلفيوريتي وميلاي براباكار إصلاح المضخة مرة أخرى. بيد أن المحاولات لم تفلح في إصلاح مفتاح التشغيل الآلي، وبالتالي سوف يتم تشغيل الجهاز يدويا.

ولدى دخولنا القناة الواقعة بين جزيرة نيكوبار العظيمة وسومطرة، أصبحت حركة السفن أكثر كثافة، لذلك فإننا نقف إلى شمال خطوط الملاحة الرئيسية، بيد أننا نواصل المراقبة الحثيثة للسفن على مدى أربع وعشرين ساعة يوميا.

جاءنا سؤال من كاتالينا روكا من سينترا، البرتغال- التي تعد واحدة من أعظم الدول البحرية في أوروبا- تسأل فيه عن سبب استخدام الأشرعة المستطيلة بدلا من الأشرعة المثلثة المعروف أنها كانت تستخدم على نطاق واسع في السفن العربية التقليدية. وهذا سؤال ممتاز لأنه يركز على أحد السمات المميزة لجوهرة مسقط. في الواقع، أجرى العلماء مناقشات طويلة حول نوع الشراع الذي كانت تستخدمه السفن العربية الأولى. وعلى عكس الاعتقاد السائد بأن الشراع المستطيل كان مستخدما على نطاق واسع في التاريخ البحري العربي، تشير الأدلة الحديثة وبشيء من الإقناع إلى أن الشراع المثلث لم يظهر إلا خلال 300-500 سنة الماضية. أما قبل تلك الفترة، أي في القرن التاسع تحديدا، كانت السفن العربية الكبيرة تستخدم أشرعة مستطيلة. وتؤكد الأدلة الجغرافية البحرية على هذا الطرح، علاوة على العديد من النصوص والكتب الصادرة قبل العصر الحديث. على سبيل المثال، قال ابن شعبان في أحد كتاباته في عام 1184 إن الأشرعة المستطيلة كانت أفضل طريقة للإبحار لأنها كانت تجمع الرياح التي كانت تأتي خلف السفينة في مسارها.” بمعنى آخر، كان الشراع المستطيل مثاليا لتجاوز الرياح، وهذا ما تفعله جوهرة مسقط بالتحديد وهي في طريقها إلى ماليزيا حاليا. وبالطبع يظل السؤال يتمحور حول السبب الذي دفع البحارة العرب إلى استخدام الشراع المثلث ومتى حدث هذا التغيير. تشير الرؤية التقليدية أن الأشرعة المثلثة تمكن السفينة من الإبحار أقرب إلى الرياح، لكن، وكما أشرنا سابقا أنه يمكن قص الشراع في جوهرة مسقط لكي تتمكن الجوهرة من الإبحار قرب الرياح. لذلك أقول للفاضلة روكا، على الرغم من أننا على ثقة تامة بأن السفينة التي تم بناء جوهرة مسقط على غرارها كانت تحمل أشرعة مستطيلة، إلا أن أسباب التحول إلى لأشرعة المثلثة في السفن العربية التقليدية بحاجة إلى المزيد من البحث العملي والبحث في الكتب القديمة. .

< السابق  |   التالي >