Tuanie

قابل تواني إسماعيل

12th April 2010

مدونة السفينة


ظلت عواصف ليلة الأمس قوية لبضعة كيلومترات طوال الليل قبل أن تتلاشى عند الفجر. وعلى الرغم من أننا توقعنا هطول الأمطار، إلا أن نهار اليوم يبدو مشمسا وصافيا، مع هبوب رياح خفيفة جدا.

أنخرط أفراد الطاقم في مهامهم المختلفة أثناء نوبة العمل، وعندما انتهت نوبات المراقبة، بدأ الجميع في البحث عن أي منطقة ظليلة على سطح الجوهرة للوقاية من الشمس الاستوائية.

سنحت الفرصة لعدد من أفراد الطاقم لرؤية بعض مظاهر الحياة البرية: حط طائر منهك من فصيلة غير معروفة على مطبخ الجوهرة وظل معنا لمدة 20 دقيقة قبل أن يغادر، كما مر حبار يبلغ طوله حوالي متر نصف في وقت متأخر في المساء، وقبل منتصف الليل بقليل، شاهد أعضاء فريق مراقبة الميسرة ما يعتقدون أنه حوت فوق سطح البحر على بعد 100 من السفينة. لكن، لسوء الحظ كان الظلام حالكا بدرجة لا يمكن معها تحديد نوعه.

تأقلم عضو الطاقم الجديد تواني إسماعيل بسرعة على الحياة على سطح جوهرة مسقط. اسمه الكامل تواني محمد عابدين سام إسماعيل، ماليزي الأصل، لكن أسرته عاشت في سريلانكا لسبعة أجيال متعاقبة. عمل جده لأبيه بوظيفة مشرف في مشروعات بناء الطرق، وكان يمتلك قطعة أرض كبيرة بالقرب من كاندي- التي تعد واحدة من أجمل المناطق في سريلانكا. ترعرع تواني في تلك المنطقة الرعوية الجميلة، وكان يتمشى فوق الجبال ويسبح في مياه الأنهار الصافية. برع تواني خلال دراسته في كلية كنجسوود، في الفنون الصناعية، وبخاصة النجارة، وفاز بالعديد من الجوائز تقديرا لإبداعاته. خدم تواني عقب تخرجه لمدة أربعة سنوات في التلمزة الصناعية في كولومبو وتخصص في بناء القوارب. وفي الوقت نفسه، درس العمارة في إحدى الجامعات المحلية. واستطاع نتيجة لمهاراته الملحوظة في هذين المجالين أن يتولى العديد من الوظائف على مدى السنوات الماضية، بما فيها بناء اليخوت الشراعية المصنوعة من الألياف الزجاجية التي تزخر بالكثير من أعمال النجارة في الداخل، كما عمل في تنفيذ التصميمات الداخلية للعديد من البنوك والشركات. كما شارك في تأسيس شركة “تاتش وود” لبناء القوارب. ثم وبعد بضع سنوات شارك في تأسيس شركة أخرى باسم “ذا يارد.” ثم انتقل إلى سلطنة عمان وعمل لدى شركة صناعة السفن في الخابورة بالقرب من صحار. وبعد عودته من سريلانكا، حصل تواني على ترخيص لبناء العديد من نماذج السفن الخشبية التاريخية، بما فيه نموذج بطول خمسة أمتار لسفينة شراعية ضخمة من القرن السابع عشر تدعى “أفوندستر،” وهي سفينة بريطانية استولى عليها الهولنديون قبل أن تغرق في ميناء جال. وما يشهد على مهارات تواني الرائعة حقيقة أن الكثير من النماذج التي صنعها معروضة حاليا في المتحف البحري الوطني في جال، في سريلانكا. وفي عام 2009، حصل تواني على لقب “أستاذ النجارة” وهو أرفع وسام من الجمعية الدولية للنجارة المعروفة باسم “جوهر النجارة.” وهو أول شخص من جنوب آسيا يحصل على هذا التكريم.

كما أن تواني يعد بحارا محنكا في الإبحار في المحيط لمسافات طويلة. ولا شك أن هذه الخبرة، بالإضافة إلى اهتماماته ببناء السفن، جعلته يسعى جاهدا من لمعرفة الكثير عن جوهرة مسقط. وبعد ذلك، تقدم بطلب للانضمام إلى طاقم الجوهرة، ولم يصدق نفسه عندما علم بقبول طلبه. وكما يقول تواني، “إن الإبحار عبر المحيط الهندي على متن سفينة خشبية من القرن التاسع يمثل تجربة فريدة لا تحدث إلى مرة واحدة في العمر، وبالتالي، فما كان يمكن لي أن أدع فرصة كهذه تفوتني. إننا جميعا نتفق مع هذا الكلام، ونحن مسرورين جدا لانضمام تواني إلينا في رحلتنا إلى سنغافورة.

< السابق  |   التالي >