الجوهرة تقترب من جزيرة الأحجار الكريمة
16th April 2010
مدونة السفينة
يتعامل طاقم جوهرة مع المزيد من الأمطار ويتطلعون في الوقت نفسه إلى الوصول إلى سريلانكا المعروفة بتاريخها المبهر كمحطة للتجار على مر القرون.
الجمعة عادة ما يكون اليوم المحبب للراحة على متن جوهرة مسقط. ولا شك أن معظم أفراد الطاقم مازالوا يشعرون بالتعب من ساعات العمل الشاق الطويلة على مدى اليومين الماضيين. بيد أن السفينة ينبغي أن تتحرك حتى في أيام الراحة. لذلك، غالبا ما يكون أفراد الطاقم مشغولين من وقت لآخر في رفع الأشرعة تارة وتعديلها تارة وإنزالها تارة أخرى.
وتواصل الأحوال الجوية في التغير باستمرار. فقد ازدادت سرعة الرياح عند حوالي الساعة السابعة، ثم تكاثفت السحب بما ينبئ بهطول أمطار. لذلك قمنا بإنزال الشراعين كإجراء احترازي، لكن السحب مرت من فوقنا ولم يسقط المطر. وظل باقي النهار مشمسا مع هبوب نسمات خفيفة من وقت لآخر. لكن ظهرت سحابة كثيفة في الجنوب إلى الجنوب الغربي بحلول الساعة الخامسة، ثم هطلت الأمطار بحلول الساعة الثامنة. تجمعت المياه بسرعة على سطح الجوهرة وبالتالي، كان ينبغي على أفراد الطاقم دفع المياه لتخرج من فتحات التصريف الموجودة على جانبي سطح الجوهرة. لذلك، انخفضت كمية المياه التي تتسرب إلى منطقة الطاقم/ وحمولة السفينة تحت سطح السفينة. ولحسن الطالع، لم يستمر هطول الأمطار لفترة طويلة، وقمنا في الساعة التاسعة برفع الأشرعة مرة أخرى وواصلنا الإبحار في طريقنا إلى جال تحت سماء ملبدة بالغيوم إلى حد ما.
تبعد جوهرة مسقط حوالي 100 ميل بجري جنوب جال. ومن المتوقع أن نقترب من الميناء مساء الغد (18 أبريل) لكن هذا يعتمد على قوة الرياح والأحوال الجوية.
إننا جميعا شغوفين لرؤية هذه الأرض الأسطورية الثرية التي كان البحارة العرب يسمونها سرنديب، ثم أطلق الأوربيون عليها اسم “سيلان” (وفي عام 1972، تم تغيير اسم الجزيرة رسميا إلى “سريلانكا”أي الاسم الحالي الأكثر دقة من الناحية التاريخية)
ونظرا لموقعها في قلب المحيط الهندي ، ومواردها الكثيرة، كانت سريلانكا ومازالت دولة تجارية هامة منذ قرون عديدة. كان التجار يأتون من كل أنحاء العالم إلى سواحل هذه الجزيرة الجميلة لشراء العاج والتوابل، بالإضافة إلى الأحجار الكريمة. تشير كافة الكتابات اليونانية والرومانية والهندية والعربية والصينية القديمة إلى وجود الأحجار الكريمة في الجزيرة بوفرة لاسيما الياقوت والصفير. كتب ماركو بولو في عام 1292 قائلا أن سيلان كانت “أجمل وأرق مدينة في العالم، وكانت تأتي من تياراتها أجمل أحجار الياقوت وأكثرها قيمة في العالم.، بالإضافة إلى أحجار الصفير والتوباز والأميشت، والعقيق وغيرها من الأحجار الكريمة الغالية الثمن. وبعد خمسين سنة، قال الرحالة المغربي العظيم أبن بطوطة “إن كافة نساء سرنديب يمتلكن قلادات عنق من الأحجار الكريمة بمختلف الألوان، وكن يرتدينها في أيديهن وأقدامهن على شكل أساور وخلاخيل. وعلى الرغم من أن السفن العربية القديمة من القرن السابع فصاعدا كانت تزور جال بحثا عن الأحجار الكريمة الجميلة لإثراء الدواوين الملكية وتجميل النساء، من غير المرجح أن يسعى أفراد الطاقم إلى تخزين كميات من أحجار الياقوت والصفير على متن جوهرة مسقط- ربما لسوء حظ زوجاتهم.