أستاذ الملاحة العربي
1st March 2010
مدونة السفينة
إن الرياح الهادئة تعطي لقبطان السفينة وأفراد الطاقم الوقت لدراسة كتابات البحار والشاعر العماني العظيم أحمد ابن ماجد
القبطان صالح، وإريك سابلس وآدم البلوشي يقرأون في كتب الملاحة العربية في القرن الخامس عشر
كان منظر الفجر رائعا اليوم حيث رأينا القمر في تمامه في نفس لحظة شروق الشمس. يا له من منظر رائع للقمر و الشمس في أفقين متقابلين
مازلنا نستمتع بأثر الرياح الموسمية الشمالية الشرقية الخفيفة وهي تدفعنا نحو جزر لاكاديف شمال غرب ساحل الهند- التي كانت تعتبر محطة وقوف مهمة على طرق التجارة القديمة.
كان اليوم مشحونا بالنسبة لطاقم الجوهرة كالمعتاد، لكنه لم يشهد الكثير من الأحداث. نجح ساجد في إصلاح الدعامة التي أضفناها إلى الجزء العلوي من الصاري المزيني منذ بضعة أيام.
وفي وقت لاحق بعد ظهر اليوم، عكف القبطان صالح وإريك سابلس وآدم البلوشي على قراءة كتاب في الملاحة ألفه البحار والشاعر العماني العظيم أحمد بن ماجد في القرن الخامس عشر. وعلى الرغم من أن هناك اعتقاد سائد لدى الغرب أن أحمد بن ماجد هو الرجل الذي ساعد المستكشف فاسكو دي جاما في الوصول إلى الهند، بيد أنه ليس هناك دليل تاريخي يدعم هذا الاعتقاد.
ينبغي، بدلا من ذلك اعتبار، البحار العربي أحمد بن ماجد واحدا من بين أكثر البحارة اطلاعا وثقافة في التاريخ. في عام 1490، ألف أحمد بن ماجد كتابه المشهور الذي يحمل عنوان: معلومات مفيدة عن مبادئ وقواعد الملاحة- موسوعة شعرية عن نمط الرياح الموسمية، وخريطة النجوم، وسواحل المحيط الهندي، والشعاب المرجانية، والتيارات البحرية، والعديد من الموضوعات الأخرى التي ينبغي على البحارة معرفتها. وكان تحليله لمواقع النجوم وحركتها يمثل أحد الجوانب التي لها أهمية خاصة في الكتاب.
وعلى عكس البحارة الأوروبيين في ذلك الوقت الذين استطاعوا تحديد مواقعهم على خط العرض بقياس ارتفاع الشمس، استخدم أحمد بن ماجد وبحارة آخرون النجوم، ونجم القطب على سبيل المثال لا الحصر، لهذا الغرض. كان هذا النظام أكثر تطورا وأكثر دقة من النظام الذي استخدمه الأوروبيون. وذكر ذلك ابن ماجد بنفسه حيث قال:
“إنهم (أي الأوروبيين) ليس لديهم معرفة بارتفاعات النجوم، ولم يكن لديهم علم ولا كتب، كل ما كان لديهم هو البوصلة وحسابات الموتى. إننا نستطيع الإبحار في سفنهم وعبر بحارهم. لذلك، هم يكنون لنا كل الاحترام، ويتطلعون إلينا. إنهم يعترفون أن لدينا معرفة أفضل بالبحر والملاحة وحكمة النجوم.”
للمرء أن يتخيل أن أحمد بن ماجد سوف يشعر بالسرور لدى علمه أنه بعد 520 عاما من تأليف أهم كتب الملاحة في التاريخ، سوف يأتي قبطان عماني آخر ليطبق معلومات ابن ماجد الملاحية وتقنياته في الإبحار بجوهرة مسقط عبر المحيط الهندي.