وداع عاطفي للجوهرة
15th May 2010
القبطان روحيتو فرناندو، وكيل الجوهرة في الميناء
وداع مفعم بالعواطف للجوهرة من ميناء جال
لقد عدت لتوي إلى منزلي في كولومبو بعد مغادرة الجوهرة ميناء جال. وقد تابعنا سير الجوهرة لحوالي 4-5 ساعات بعد أن رفعت شراعيها إلى أن أبحرت بسرعة 2.2 عقدة، وكانت سفن البحرية السريلانكية ترافقها ليلا ونهاريا في مياهنا.
أستطيع القول أن فراق الجوهرة كان صعبا علينا جميعا وعلى كل من عمل مع طاقمها الرائع، وفريق المشروع طوال الشهر الماضي. وبصفتي مدير العمليات بشركة ساسيندو للملاحة، كنت أعمل وكيلا محليا للجوهرة. في البداية كانت الجوهرة لا تمثل بالنسبة لي إلا مجرد قارب من القوارب التي تأتي إلى الميناء، ثم تغادر بعد فترة.
بيد أن الجوهرة كانت تتمتع بقدر كبير من الخصوصية لأننا عملنا مع طاقمها وفريق المشروع طوال الشهر الماضي. وأقولها بصراحة، إن رحيل الجوهرة جعلنا نذرف الدمع لأن أفراد طاقمها أصبحوا أصدقاء أعزاء جدا لنا، أو بالأحرى، أصبحوا أخوة لنا، وبالتالي، فإن رحيلهم كان بمثابة لحظة حزينة وصعبة علينا بالفعل.
لقد كان رحيل الجوهرة مفعما بالإثارة حيث سمعنا الزائرين والأطفال الذين استطاعوا تكوين صداقات مع أفراد الطاقم وهم ينادون كل واحد باسمه من على الرصيف ويلوحون لهم ويدعون لهم بالبركة ويصيحون مع السلامة. لقد تعلقت زوجتي وأطفالي كثيرا بلوكا، وصالح وسعيد وظلوا يصيحون ويلوحون مع أبناء قائد المنطقة الجنوبية بالبحرية السريلانكية. وعقب مغادرة الجوهرة للميناء، ظل أفراد عائلتي، وأفراد عائلة قائد البحرية يتابعون الجوهرة من على متن أحد قوارب البحرية وينادون أفراد الطاقم بأسمائهم ويلوحون لهم. أصدقكم القول بأننا جميعا تابعنا الجوهرة من القارب وهي تخرج من الميناء حتى وصلت إلى عمق البحر وسط الأمطار الغزيرة، مما أثر في أفراد الطاقم كثيرا. ألقى القبطان صالح علما عمانيا مربوطا في حبل السفينة إلى ابنتي راشمي. أنا أعتقد أن الجوهرة لم تلق هذا الوداع المثير من قبل حيث كانت العائلات ترافقهم من الميناء إلى البحر.
أود أن أنقل خالص تقديرينا وشكرنا لقائد المنطقة البحرية الجنوبية العميد بيريرا الذي بذل كل جهد ممكن لمساعدتنا لكي تكون إقامة الجوهرة في جال ممتعة وشيقة. إن العميد بيريرا هو الذي اختار الوقت المناسب لمغادرة الجوهرة وهو الساعة 1057 لكي تكون الرحلة مباركة وسالمة.
إن أكثر ما يحزنني فعلا هو رحيل أفراد طاقم الجوهرة أمثال نيكولاس سوالو، توم فوزمر، هيلين كيربرايد، وكريس بيجنز بعد أن تطورت هذه الصداقة الحميمة بيننا.
أتمنى للقبطان صالح وزملائه الشجعان رحلة موفقة وسعيدة.
أنا شخصيا، وبصفتي بحارا، أتمنى لأفراد طاقم الجوهرة الإبحار وسط بحار سالمة، ورياح مواتية وصولا إلى بينانج تحفهم عناية الله عز وجل.