مدونة المساعد الأول
26th February 2010
خميس الحمداني
إن تواجدي على متن جوهرة مسقط يمثل تجربة عظيمة بالنسبة لي- إنه بالفعل حلم تحول إلى حقيقة.
إن تواجدي على متن جوهرة مسقط يمثل تجربة عظيمة بالنسبة لي- إنه بالفعل حلم تحول إلى حقيقة. أنا من سكان مطرح، والدي كان يعمل صيادا. وعندما كنت صبيا، أعتدت أن أعمل في البحر مع والدي في الصباح الباكر، ثم أعود إلى المنزل لتغيير ملابسي قبل أن أذهب إلى المدرسة في مسقط سيرا على الأقدام. البحر كان حياتي، وأن أشعر بالشكر والامتنان لوالدي على الدروس العديدة التي علمها لي عن الصيد والجو وطبيعة البحر نفسه.
وعندما اشتد عودي، التحقت بالبحرية السلطانية العمانية حيث أنني كم تمنيت أن استخدم مهاراتي كبحار، وأغامر من أجل خدمة بلدي. أول سفينة عملت على متنها كانت “ظفار” التي رافقت حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم في زيارته الرسمية إلى الأردن في عام 1995. لك أن تتخيل مدى شعوري كبحار من مطرح عندما تشرفت بلقاء حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس وعاهل الأردن الراحل الملك حسين.
وعندما عدت إلى مسقط، التحقت بسفينة “شباب عمان” ذات الشراع المربع. أنا أعشق السفن بكافة أنواعها، لكنني أحب السفن الشراعية بوجه خاص لأنها تقليدية. وبصفتي عماني، أعرف تماما مدى أهمية البحر والإبحار بالنسبة لتاريخ بلادنا، لذلك أنا فخور جدا لكوني بحارا. علاوة على أن الإبحار بحد ذاته يمثل متعة كبيرة بالنسبة لي.
خدمت لأكثر من عشرين عاما في سفينة شباب عمان، وزرت العديد من الدول في كافة قارات العالم باستثناء أمريكا الجنوبية. وعندما أبحرت إلى الولايات المتحدة في شتاء عام 2007، واجهنا عاصفة شديدة وعاتية في شمال الأطلنطي. كانت سرعة الرياح تزيد عن 60 عقدة، وكان ارتفاع الأمواج يزيد عن عشرة أمتار. أدت الرياح العاتية والأمواج العالية إلى إتلاف ثلاثة من أشرعة السفينة. لكن “شباب عمان” كانت سفينة ممتازة ولم يلحق بها أي ضرر غير ذلك، وبفضل الله عاد كافة أفراد طاقم السفينة البالغ عددهم 56 بحارا بسلام.
لقد تقاعدت من البحرية السلطانية العمانية بدرجة ضابط أول. لكنني كنت أريد أن أكون بحارا، لذلك، أصبحت ربان سفينة “جنان البحر” وهي مركب شراعي خاص. لا شك أن هذا المنصب في غاية الأهمية بالنسبة لي لأنني تمكنت من السفر على طول الساحل العماني جيئة وذهابا، وكان عملاؤنا من كل أنحاء العالم. وقد كنت سعيدا باستمراري في العمل على متن هذه السفينة الخاصة. لكن، عندما اتصل بي القبطان صالح الجابري وطلب مني أن أخدم كمساعد أول على ظهر جوهرة مسقط، وافقت على الفور. إن القبطان صالح وأنا أصدقاء منذ سنوات عديدة وقد خدمنا سويا في سفينة شباب عمان. لذلك، أنا أعرف أن العمل على ظهر الجوهرة مع القبطان صالح سوف يكون تجربة عظيمة بالنسبة لي. إن الإبحار عبر المحيط الهندي على متن سفينة من القرن التاسع مصنوعة بطريقة التشبيك ليس بالفرصة التي يمكن أن تتكرر لأي منا، لذلك، ما كان يمكن أن أضيع هذه الفرصة التي سأتعلم منها كيف استطاع أجدادنا الإبحار إلى أماكن بعيدة. إنني أشعر بإعجاب شديد للبحارة القدامى لشجاعتهم ومعرفتهم العظيمة بالبحر والرياح.
نعم، كانت هذه الرحلة حلما، لكنه تحول إلى حقيقة واقعة. تسير الأمور على ما يرام حتى الآن على الرغم من قلة الرياح في بعض الأيام. لكنني مستمتع جدا بها. إنني أتطلع إلى يوم الوصول إلى سنغافورة وتقديم هذه الجوهرة كهدية إلى شعب سنغافورة. وأتمنى أن أذهب مع عائلتي ذات يوم إلى سنغافورة لكي يشاهدوا “جوهرة مسقط” في بيتها الجديد.