Cleaning Day

أعاجيب الهدوء

25th February 2010

أعاجيب الهدوء


لقد استفدنا من هدوء البحر وقمنا بتنظيف السفينة وتهوية المكان في الطابق السفلي للجوهرة.

لا يمكن للمرء أن يتخيل أن يرى محيطا أكثر صمتا وهدوءا مما شاهدنا اليوم. لقد استفدنا من هدوء البحر وقمنا بتنظيف السفينة وتهوية المكان في الطابق السفلي للجوهرة. .

بل إن بعضنا قفزوا في البحر في وقت متأخر من صباح اليوم للاستمتاع بحمام منعش. نظرا لانعدام الريح، لم تكن هناك فرصة لأن تبحر الجوهرة بعيدا بدوننا. كانت المياه صافية بدرجة تدعو إلى العجب، لذلك، قمنا بالسباحة تحت السفينة لفحص بدن الجوهرة ودفتها. لقد كان الأمر مثيرا جدا لأننا كنا نسبح في مياه بعمق يزيد عن 3000 مترا. ولم يستطع أي منا الكف عن التساؤل عن تلك المخلوقات التي تسبح في تلك الأعماق السحيقة في تلك المياه الزرقاء من تحتنا.

ولدى عودتنا إلى سطح السفينة، قمنا بتوزيع مجموعة من المهام على بعضنا البعض. شرح المساعد أول خميس الحمداني لأفراد الطاقم كيفية استخدام مشاعل الطوارئ وإشارات الاستغاثة البصرية. وقام آخرون بإعداد الحبال السميكة الذي نغطي بها حبال التثبيت لحمايتها من التآكل نتيجة للاحتكاك المستمر مع الأشرعة. ومع مرور الوقت بعد الظهر، قرر سعيد الطارشي ويحيى الفراجي وفهد الشيبي إضفاء مسحة من المرح والنشاط بإخراج الطبول وإشراك الجميع في بعض الأغاني والرقصات التقليدية العمانية. وقضينا جميعا وقتا ممتعا للغاية، وأنهينا يومنا بقدر كبير من المرح و السرور.

الساعة الآن الحادية عشر مساء، مرت منذ لحظات قليلة مجموعة من الدلافين على طول الجانب الأيسر من الجوهرة. سمعنا صوت أنفاسهم قبل أن نراهم. لقد تماوجوا عبر المياه الزجاجية وهم يسبحون من خلفنا إلى وجهتهم الغامضة- وقد رسمت زعانفهم صورة ظلية خلف صورة القمر الفضية المنعكسة فوق سطح البحر. شاهدنا الكثير من مثل هذه اللحظات الفاتنة الجمال طوال الرحلة حتى الآن. على سبيل المثال، قبل ليلتين، كان الضوء الحيوي (أو الضوء البارد) أكثر تألقا وأكثر انتشارا بدرجة لم أشهد مثلها من قبل طوال حياتي، مما أوجد بقع متألقة من الضوء الساطع على سطح الماء على مرمى البصر. لقد غاب القمر، مما سمح للسماوات أن تظهر هيبتها وروعتها، وكان الشعور المثير لدى كافة أفراد نوبة المراقبة هو أننا نبحر عبر الفضاء الخارجي بمعية النجوم فوق السفينة وتحتها.

ومع انتهاء نوبة المراقبة، وتوجهنا إلى أسرتنا لكي نخلد إلى النوم، تمنينا جميعا أن يأتي الصباح بمزيد من الرياح لكي تملأ أشرعة جوهرة مسقط وتقربها إلى الهند أكثر وأكثر.

< السابق  |   التالي >