يوم إبحار جيد
27th February 2010
مدونة السفينة
هتف أفراد الطاقم فرحا لدى إعلان القبطان صالح الجابري أننا قطعنا 66 ميلا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
إنه يوم جيد من حيث الإبحار حيث تهب رياح شمالية شرقية مستقرة والسماء صافية. وبينما كنا جالسين لتناول وجبة العشاء المكونة من المعجنات وسمك التونة المعلب، هتف أفراد الطاقم فرحا لدى إعلان القبطان صالح الجابري أننا قطعنا 66 ميلا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية- وهذا أفضل يوم إبحار منذ فترة ليست بالقصيرة.
لقد خصصنا معظم الفترة الصباحية لمهمتين أساسيتين:
تغطية حبال الدعامتين الأمامية والخلفية بطبقة سميكة من حبال الكتان لتقليل الاحتكاك مع الأشرعة وحمايتها من التلف، ثم نقل أكبر قدر من حمولة السفينة إلى الجزء الخلفي لكي تتمكن السفينة من السير بسلاسة أكبر. وقد تم استدعاء سعيد الطارشي بصفته كبير المتخصصين في الحبال في البحرية السلطانية العمانية للقيام بأصعب المهام وهو معلق في الهواء. وقد قام بالفعل بتغطية حبال الدعامتين بطبقة من حبال الكتان السميكة. ولأن السفينة كانت تتحرك، ظل سعيد الطارشي يتأرجح إلى الأمام والخلف خلال العملية، مما جعله يمسك بحبل التثبيت الخلفي بيد ويحاول تغطية حبال الدعامتين باليد الأخرى. واستطاع بعد جهد جهيد إكمال المهمة والعودة بسلام إلى ظهر الجوهرة.
تأتي معظم حمولة السفينة من 110 من جراكن المياه التي نحملها على ظهر الجوهرة. وقد تولى أعضاء نوبة مراقبة الميسرة مهمة نقل أكبر عدد من جراكن المياه إلى الجزء الخلفي من السفينة. عندما يتم تقليل الحمولة في الجزء الأمامي من السفينة ترتفع المقدمة لأعلى وتنخفض المؤخرة في الماء، مما يساعد في التحكم في الدفة بشكل أفضل. ليس من السهل حمل جراكن مملوءة بالمياه على سطح سفينة أثناء تحركها وهي تتأرجح، لكن أفراد الطاقم بذلوا جهدا كبيرا في نقل أكبر كمية من حمولة السفينة لتوفير حيز لجراكن المياه. وقد ساعدت هذه الجهود في تحسين قيادة السفينة وتوجيهها.
سعدنا بعد الظهر بزيارة إلى السفينة قام بها حوالي 200 من دلافين روسو الذين اقتربوا من السفينة من ناحية الغرب وواصلو السباحة حتى الشرق. هذه الدلافين كبيرة الحجم ويبلغ طولها 3.5 مترا، فضلا عن أنها تعيش في عمق المياه، وتتغذى على الحبار وتستطيع البقاء تحت الماء لمدة ثلاثين دقيقة حيث يلاحقون فريستهم في أعماق سحيقة تزيد عن 1000 متر. وعلى الرغم من أن زوارنا لم يقتربوا من مقدمة السفينة مثلما تفعل معظم الدلافين الأخرى أحيانا، إلا أن بعضهم كانوا يتحركون ببطء حول السفينة، ويبدوا أنهم كانوا يستمتعون بالسباحة جيئة وذهابا أمامنا. أنا أميل إلى الاعتقاد أن بحارة القرن التاسع كانوا يستمتعون أيضا بمشاهدة هذه المخلوقات العظيمة مثلنا تماما.
Aحدث مشهد آخر أكثر غرابة بعد ظهر اليوم أيضا حيث رأينا عددا كبيرا من الفراشات الصغيرة البنية اللون التي كانت ترفرف نحو الغرب في عرض البحر. وكان من الصعب على المرء أن يصدق كيف تستطيع هذه الفراشات الصغيرة قطع مئات الأميال من البر إلى أن تصل إلى هذا المكان وسط البحر، لكنها فعلت ذلك بالفعل. لكن، للأسف لم تهبط أي منها على سفينتنا وبالتالي لم نستطع مشاهدتها عن كثب. ربما تسنح لنا الفرصة لمتابعة تلك الفراشات خلال الأيام القليلة القادمة.
تأتي أمواج كبيرة من الشمال الشرقي مما يدل على أننا سنشهد رياح قوية قادمة من هذا الاتجاه. وطالما أن الأمواج ليست قوية جدا، فإن مجيئها يعني أخبار سارة وفألا حسنا بالنسبة لنا.