حلم تحول إلى حقيقة
21st February 2010
إياز الزدجالي
أشعر أنني متعلق جدا بهذه السفينة، لقد أصبحت صديقا حميما لي.
أنا لست مثل معظم زملائي من أفراد الطاقم، حيث أنني لم أندرج من أسرة من البحارة. المرة الأولى التي تعاملت فيها مع القوارب كانت عندما بمركز التدريب المهني في السيب لدراسة النجارة، حيث التقيت مع الفاضل نيك بيرنينجهام والدكتور توم فوزمر اللذان كانا يدرسان دورة نموذجية في بناء السفن. وينبغي القول إن نماذج القوارب والسفن التي كانا يشرحان لنا كيفية بنائها كانت تختلف عن النماذج التي نراها في المحلات التجارية في مسقط. كان ينبغي بناء النماذج بمقاييس محددة ودقيقة جدا في كل جزئياتها. ولم يكن لدى معظمنا أي فكرة عن مدى صعوبة بناء نموذج جيد لسفينة. لذلك، تسرب عدد من المشاركين ولم يكملوا البرنامج بسبب صعوبة العمل. كان يتوجب علي أن أتعلم أشياء عديدة عن الهندسة والحساب وفنون النجارة. نعم كان الأمر صعبا، لكنني استمتعت كثيرا بتعلم كل هذه الأشياء الجديدة، وكانت السفن التي بنيناها رائعة الجمال. لقد استطعت خلال البرنامج الذي استمر لعام ونصف بناء نموذج لسفينة زينة البحر المعروض حاليا في المتحف البحري في صلالة. وإنه لفخر لي أن أتمكن من بناء نماذج لسفن يستمتع بها العمانيون وآخرون من كل أنحاء العالم، فضلا عن أنهم يتعرفون من خلالها على الكثير عن تاريخ سلطنة عمان.
إن العمل على نماذج مختلفة من السفن ساعدني في الانخراط في مشروع جوهرة مسقط. لقد عملت في مشروع الجوهرة منذ بدايته، بدءا من أداء أعمال النجارة إلى تشبيك الألواح انتهاء بسد الشقوق على سطح الجوهرة. لذلك، أنا أشعر الآن بأنني مرتبط جدا بهذه السفينة. لقد أصبحت صديقا حميما لي. وحتى على الرغم من أنني لم أمارس الإبحار من قبل، إلا أنه كان من الطبيعي بالنسبة لي أن أرغب في رؤية الجوهرة وهي تبحر في عرض البحر.
نعم جميع أفراد أسرتي كانوا يشعرون بقلق علي في البداية، لكنني تمنيت أن أشارك في هذه الرحلة وهم الآن سعيدين جدا لأنني حصلت على فرصة السفر إلى سنغافورة. إنه حلم تحول إلى حقيقة بالنسبة لي. وعندما نعود من سنغافورة أود أن أواصل العمل في بناء السفن العمانية التقليدية مهما كان حجمها.