العاصفة الأولى
25th March 2009
مدير البناء توم فوزمر
تلبدت السماء بالسحب الداكنة التي تكاثرت فوق الجبال وأومض البرق ودوي الرعد بشكل مخيف.
هبت العاصفة بسرعة، وتكاثر الرعد والبرق، وكانت الرياح العاتية تحمل كميات كبيرة من الأمطار وتساقطت قطع البرد بحجم الكرز. كنا قد انتهينا من عمل اليوم منذ حوالي 45 دقيقة. وفكرنا في الجلوس على الشرفة لمشاهدة ذلك العرض الطبيعي ثم اكتشفنا أن إيقاف الأمطار التي كانت تنهمر من النوافذ ربما يكون أكثر أهمية من ذلك.
وبعد أن قضينا عدة دقائق محمومة في محاولة سد أطر النوافذ بالمناشف، ونقل الأجهزة الكهربائية والكتب من طريق الضرر، عدت إلى الشرفة. وبحلول هذا الوقت كان الظلام قد أرخى سدوله، بيد أن البرق كشف عن وجود مشهد مروع على الشاطئ أدناه. تحولت المنطقة التي تؤوي القارب والمظلة إلى كومة متشابكة فوق القارب مباشرة. وقد أدت الرياح إلى انحراف الهيكل بأكمله إلى اليسار، وتكسرت اللحامات وانهار السقف.
هرعت إلى الموقع، واتصلت في نفس الوقت بباقي الموظفين عبر هاتفي النقال لحشد القوة العاملة بكاملها وليعود الجميع إلى الموقع. كان المطر يهطل بكثافة وامتلأ الوادي الذي يتوسط القرية عن آخره مما أدى إلى عزل بعض أجزاء من القرية بالكامل. ترك اريك واليساندرو سيارتهما ذات الدفع الرباعي وعبرا الوادي سيرا على الأقدام. أما في الموقع هنا، فيبدو أن الأسلاك تتدلى من قوائم الصلب المحطمة والملتوية. لدلك، قمنا بإغلاق مصدر التيار الكهربي إلى الموقع كإجراء احترازي.
عملنا تحت ضوء فوانيس الغاز والمشاعل حتى الساعة العاشرة ليلا، ونجحنا في تأمين الحطام ونقل العوارض الفولاذية التي سقطت على القارب، والأعمدة الفولاذية التي كانت تقف بشكل عمودي ومالت اليوم في زوايا مختلفة.
ومع بزوغ ضوء الصباح اكتشفنا أن القارب كان على ما يرام، ولم يلحق به أي ضرر كبير على الإطلاق. لقد نجت تكنولوجيا القرن التاسع من فشل تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين. لخص اليساندرو الوضع بقوله “إن القارب لم يكتمل بعد لكنه نجا من أول عاصفة يتعرض لها.”