استكمال الرحلة
شعر طاقم الجوهرة بحالة من الارتياح الكبير لدى وصولها إلى ميناء جورج تاون في ماليزيا لأنه كان بمثابة بداية المرحلة الأخيرة من الرحلة. وحظيت الجوهرة كالمعتاد بترحيب حار تغمره روح الصداقة وكرم الضيافة قبل أن تبدأ الابحار مرة أخرى في آخر محطتين قصيرتين في رحلتها إلى سنغافورة.
سارت الجوهرة بمحاذاة شاطئ ماليزيا لتدخل إلى مضيق ملقا الذي يعد واحدا من أكثر خطوط الملاحة ازدحاما في العالم. وهنا واجهت الجوهرة خطرا جديدا. كان على هذه السفينة الخشبية الصغيرة، التي لا يتوفر فيها محرك وليس لديها إلا أشرعتها التي تهتدي بها، أن تتوخى الحذر الشديد لكي لا تصدمها سفن الحاويات الضخمة التي تدخل المضيق وتخرج منه باستمرار. ولم يكن هذا بالأمر السهل في الليل حيث كان أفراد الطاقم يتابعون حركة الأضواء التحذيرية في الظلام باستمرار ويتخذون الإجراءات اللازمة لتفادي أي ارتطام. لكن الطبيعة كانت رحيمة مع الجوهرة هذه المرة، فكانت العواصف البرقية تضيء السماء من وقت لآخر، الأمر الذي مكن أفراد الطاقم من رؤية ما حولهم وإن كان لفترات قصيرة.
وبعد توقف قصير في ميناء كلانج جنوب ماليزيا، بدأت الجوهرة محطتها الأخيرة في رحلتها التاريخية. وفي الثالث من يوليو كان دخول الجوهرة إلى سنغافورة رائعا حيث كان في استقبالها القوارب النارية في عرض البحر وجمع غفير من المستقبلين لدى دخولها مرفأ ميناء خليج كيبل في الساعة الخامسة مساء.
وقد صل طاقم الجوهرة إلى سنغافورة وسط استقبال شعبي ورسمي حافل تقدّمه فخامة رئيس سنغافورة إس آر ناثان وصاحب السمو السيد حارب بن ثويني آل سعيد مبعوثا وممثلا لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه، وبحضور معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية، ومعالي جورج يو وزير خارجية سنغافورة وعدد كبير من الدبلوماسيين وكبار الشخصيات ورجال الأعمال.