توم فوزمر – مدير البنـاء – قنتب، عمـان
29th September 2008
توم فوزمر – مدير البنـاء – قنتب، عمـان
وأخيراً بعد أشهر من الانتظار وصلت حمولة الخشب من أفريقيا. تحضرني الآن لائحة تعليمات النزلاء في الفندق الذي أقمنا فيه في مدينة صناعية صغيرة مكتظة بالغبار في غانا حين ذهبنا بحثاً عن الخشب. كانت آخر هذه التعليمات تقول: “على النزلاء المحافظة على سلامتهم العقلية خارج الغرف”. نصيحة معقولة، لكن المحافظة على العقلانية طوال فترة البحث عن الخشب والقطع والنشر والشحن لم يكن بالأمر السهل. كانت تلك الفترة محمومة بالإحباط بسبب التأخير وتعقيدات الإجراءات الإدارية.
ورغم أن الخشب مازال في الميناء بانتظار انتهاء التخليص الجمركي إلا أنني تمكنت من مشاهدته أخيراً. فبعد الصعوبات التي واجهناها للحصول على تصريح لدخول الميناء توجهت إلى إحدى الحاويات وقلت لنفسي “وأخيراً أراه أمامي هنا”. كانت آخر مرة شاهدت فيها تلك الحاوية على طريق ترابية وعرة في الشمال الشرقي من غانا. وها هي الآن في عمان راسية في ميناء السلطان قابوس في عمان تبدو قديمة ومهترئة. بدت الأقفال متباعدة وقد تأرجح جانبي الباب المفتوح فظهرت أكوام متبعثرة من الألواح والعوارض الخشبية تعلوها طبقة من العفن الأبيض. هذا ليس مفاجئاً، أعني العفن، فقد أغلق الباب على هذه الحاوية لمدة 104 يوماً.
أخذ الشحن وقتاً طويلاً ومضنياً متعطلاً بين ميناء وآخر حتى وصل هنا. وكانت نتيجة 104 يوم من التأخير هي ترعرع طبقة من العفن على جميع قطع الخشب. لكنني تفحصته بسرعة وبدت لي الألواح سليمة ولم تتأثر بشيء. أخبرني المفتش الصحي أن الجزء الداخلي من الحاوية سوف يخضع إلى معالجة كيماوية مدروسة ومن ثم يتم إغلاق الحاوية لمدة أربع وعشرين ساعة مما يسمح باستقرار الأشياء في الداخل. أكد لي المفتش بأن الأخشاب ستكون حينها آمنة الاستخدام. حسناً سنرى لاحقاً.