2nd Febuary 2010. Muscat Oman Pictures of the Gala Dinner hosted by HE Sayyid Badr Al Busaidy Secratary-General - Ministry of Foreign Affairs with HE Goh Chok Tong Senior Minister to celebrate the naming of the "Jewel of Muscat". The Diplomatic Club.

رسالة إلى طاقم الجوهرة

5th July 2010


معالي السيد بدر


رسالة إلى طاقم جوهرة مسقط من معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية، سلطنة عمان.

أصحاب المعالي والسعادة، الزملاء الأعزاء، الأصدقاء الكرام

إنها حقا مناسبة خاصة أن أكون بينكم اليوم هنا في سنغافورة للاحتفال بهذه المناسبة المميزة في تاريخنا المشترك. ويبدو لي أن التآزر والتضافر بين كنز البيليتانج ومشروع جوهرة مسقط كان مقدرا له أن يحدث بهذه الصورة الرائعة.

فبالنسبة لسلطنة عمان، يتزامن هذا المشروع مع العيد الوطني الأربعين للنهضة المباركة تحت القيادة الحكيمة والخيرة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله ورعاه. وإنه لمن حسن الطالع بالنسبة لنا أن تسنح لنا الفرصة للاحتفال بهذه المناسبة الهامة في تاريخ بلدنا.

أعزائي أفراد طاقم جوهرة مسقط،
كل واحد منكم هو سندباد القرن الحادي والعشرين. لقد تابعناكم نحن وأفراد عائلاتكم وأصدفاؤكم يوما بيوم وأنتم تمخرون عباب المحيط طوال هذه الرحلة الشاقة.

كثيرون منا انغمسوا في قراءة مدوناتكم، وحملقوا في صوركم، وعاشوا معكم بأرواحهم في وقت لم تكونوا معنا بأجسادكم. لقد شاركناكم احتفالاتكم بسلامة الوصول في الهند وفي سريلانكا وفي ماليزيا عندما حللتم ضيوفا أعزاء على أهل هذه الدول. كنا نستيقظ في أوقات متأخرة من الليل قلقين عليكم عندما اشتدت الرياح خارج ميناء جال في سريلانكا وأدت إلى كسر أحد صواري الجوهرة، وعندما واجهتم العواصف والأعاصير في خليج البنجال. لقد كانت قلوبنا ودعواتنا تبحر معكم في كل ميل من رحلتكم وكانت عيوننا تراكم، وكنا تفخر بقوة إرادتكم وتصميمكم على النجاح.

نعم لقد انتصرتم ونجحتم، فهنيئا لكم، وهنيئا لشعوب منطقتينا، وهنيئا لفريق الأحلام الذين كانوا وراء هذا الجهد الرائع. إن هذا المشروع، الذي بدأ كمبادرة دبلوماسية وثقافية وتعليمية بين دولتين صديقتين، وكجهد أكاديمي، وتجربة علمية، نجح في تحقيق كل الغايات المنشودة منه بل وأكثر من ذلك بكثير. لقد كشفت جوهرة مسقط الكثير من خبايا تاريخنا العريق وساعدتنا على معرفة خبرات وأجدادنا ومعارفهم الواسعة.

إن جوهرة مسقط جعلتنا نتقدم في حاضرنا، وساعدتنا على تطوير أنفسنا أكثر وأكثر من خلال اكتشاف المزيد من المعارف والمهارات، كما أنها عززت الأمل بمستقبل واعد، ووطدت علاقات الصداقة مع كافة الشعوب في كل أنحاء المنطقة وما وراءها. ومما لا شك فيه أن علاقات الصداقة والتعاون هي التي تشكل الأساس الحقيقي لبناء الثقة وتحقيق السلام والاستقرار.

قالت طالبة في الصف التاسع من سلطنة عمان في إحدى المدونات التي نشرت على الموقع الإلكتروني للمشروع بتاريخ 20 يونيو، “إن جوهرة مسقط ليست مجرد سفينة تبحر إلى سنغافورة، إنها رمز للسلام والصداقة بين الدول. وإن ما يستحق إشادتنا وتقديرنا أن دولة تقوم بإعادة بناء أقدم حطام سفينة في المحيط الهندي، ثم تبحر بها عبر المحيط لتقدمها هدية إلى دولة أخرى. وبينما نجد الكثير من الدول تخوض حروبا شعواء في الوقت الراهن، تقوم دولتان أخريان بإطلاق مبادرة من أجل السلام.”

أنا شخصيا أرى أن عبارات هذه الفتاة الشابة تجسد جوهر هذا المشروع.

إلى أفراد طاقم الجوهرة أقول: شكرا لكم على شجاعتكم وبسالتكم، وعلى إخلاصكم وتفانيكم في أداء مهمتكم النبيلة. إن ما حققتموه يمثل مصدر إلهام للأجيال القادمة، وستحكيه الأساطير والروايات والوثائق والمتاحف، وستجسده الأفلام وكتب التاريخ، مثلما كان سندباد القرون الماضية مصدر إلهام لكم. وبينما تتضرعون إلى الله بالشكر على سلامتكم، أؤكد لكم أن عائلاتكم وأصدقاءكم وكثيرين آخرين ينتظرونكم للترحيب بكم لدى عودتكم إلى وطنكم.

والآن، أود أن أقول كلمة شكر إلى أصدقائنا في سنغافورة. لقد تشرفنا بمجئ فخامة الرئيس ناثان إلى مسقط، وسعدنا بزيارته إلى موقع البناء، وتدشينه لموقع الجوهرة الإلكتروني خلال المراحل الأولى للمشروع. إننا نشعر بالامتنان العميق لفخامة الرئيس لأنه آثر المجيء بنفسه لكي يرحب بوصول الجوهرة إلى سنغافورة. ولا شك أن هذه نهاية رائعة للرحلة، واحتفال بمشاعر سعيدة وحب حقيقي.

عزيزي معالي جورج يو، وزير خارجية سنغافورة، لك الشكر الجزيل لأنك عرضت علينا قصة كنز التانج، التي كانت مصدر إلهام لنا للشروع في تنفيذ في هذا المشروع النبيل. أود أيضا أن أشكركم على كرم الضيافة وحسن الاستقبال الذي أحطمونا به هذا المساء. كما أتقدم بالشكر إلى معالي وزير الدولة زين الدين رشيد، والسكرتير الثاني الفاضل بيلهاري كوسيكان الذي وقعت معه مذكرة التفاهم التي كانت بمثابة شهادة ميلاد لهذا المشروع الرائع.

إنه ليشرفني أن يكون من بين أصدقائي الأعزاء هذا العدد الكبير من أعضاء الحكومة السنغافورية

وإليكم جميعا في سنغافورة أقول إن شراكتكم في هذا المشروع كانت في غاية الأهمية ولا يمكن أن تقدر بثمن

إننا نشعر بسعادة غامرة بهذه العلاقة القوية التي تربطنا بكم. ونحن نخطط لتنظيم أمسية ثالثة في مسقط في وقت لاحق من العام الجاري للاحتفال بالعودة المظفرة لأفراد طاقم الجوهرة، وأتمنى أن تتمكنوا من الحضور. وقبل أن أنهي كلمتي يسعدني أن تسنح لكم الفرصة لزيارة معرض تجربة التجارة والصداقة العمانية المزمع عقده أمام متحف الحضارات الآسيوية خلال الفترة من 23-29 يوليو الجاري.

إنه ليحدونا الأمل أن نواصل الاحتفال بهذه القصة الملحمية- قصة الاكتشاف الثقافي والمشاركة وإثراء أكثر من 1200 عاما من الصداقة والتبادل التجاري في كافة أرجاء منطقة المحيط الهندي. ومما لا شك فيه أن هذه العلاقات والإنجازات المشتركة سوف تقودنا إلى مستقبل يسوده السلام والمنفعة المتبادلة والازدهار.
شكرا لكم

< السابق  |   التالي >