مدونة القبطان:أسرة الجوهرة
2nd March 2010
القبطان صالح الجابري
نظرت إلى العلم العماني وهو يرفرف فوق السفينة قبل غروب الشمس اليوم، وشعرت بالفخر والاعتزاز عندما فكرت في هذه الرحلة وما ترمز له.
بدأنا أسبوعنا الثالث ونحن في عرض البحر، وأصبحنا على بعد 150 ميلا من المياه الإقليمية الهندية، وبالتالي، فإننا نحرز تقدما جيدا على الطريق نحو كوتشين. سوف نشاهد جزر لاكاديف خلال خمسة أو ستة أيام إن شاء الله، ثم نتجه شرقا قبل أن نبحر بمحاذاة الساحل نحو الجنوب.
جميع أفراد طاقم جوهرة مسقط بصحة جيدة، ويتعاونون مع بعضهم البعض بشكل جيد. لكل واحد دوره المنوط به، وجميعنا نعمل كفريق واحد. إن الحياة على ظهر سفينة صغيرة لها متطلبات كثيرة- – فالمكان مزدحم جدا، والمياه محدودة، والطقس أصبح حارا لاسيما في الطابق السفلي تحت سطح الجوهرة. لكنني فخور جدا لأننا جميعا نتعاون ونساعد بعضنا البعض بأكبر قدر ممكن. الطباخ أحمد يؤدي مهمة ممتازة في تأمين احتياجاتنا الغذائية. لكننا مازلنا بحاجة إلى صيد بعض الأسماك الطازجة.
لقد استمتعت بوجه خاص باستخدام أدوات الملاحة التقليدية مثل الكمال وجهاز قياس ارتفاع الأجرام السماوية، وأشعر بسعادة غامرة لقراءة كتب الملاحة الرائعة التي ألفها البحاران أحمد بن ماجد وسليمان المهري. ولا يسع المرء إلا أن يعرب عن إعجابه الشديد بما كان لديهما من معرفة هائلة بالبحر والرياح والسماء.
إننا جميعا نفتقد عائلاتنا في عمان، ونتمنى لهم والصحة والعافية والأمان. لقد أصبح جميع أفراد الطاقم كالعائلة الواحدة، ومعنوياتنا مرتفعة جدا. إننا نعرف أننا نشارك في رحلة تاريخية للاحتفال بالتراث العماني العريق.
لقد نظرت إلى العلم العماني وهو يرفرف فوق جوهرة مسقط قبل غروب الشمس اليوم، وشعرت بالفخر والاعتزاز عندما فكرت في هذه الرحلة وما ترمز له. إن كل يوم يمر علينا يزيدني إعجابا بالبحارة القدامى، ويحدوني الأمل أن نتمكن بإذن الله من مواصلة إنجازاتهم الرائعة من خلال الوصول إلى سنغافورة بسلامة الله.
وأخيرا، نود أن نعرب عن شكرنا العميق وامتنانا الصادق لكافة أفراد عائلاتنا وكل من يتابع رحلتنا، وإلى كافة الصحفيين الذين ينشرون أخبارنا على دعمهم وتشجيعهم لنا.