عشق البحر
17th April 2010
حسين الرئيسي، عريف الملاحين
إنني فخور جدا لأنني ترعرعت في مسقط في منطقة ليست بعيدة عن قصر حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد.
وقد بدأ عشقي للبحر عندما كنت صغيرا، لدرجة أنني لا أبالغ عندما أقول إنني كنت استمتع باللعب على الشاطئ وصيد السمك أكثر من حبي للمدرسة. وبمجرد ما وصلت إلى السن المناسب، تقدمت للالتحاق باليخت السلطاني. ولحسن حظي، تم قبول طلبي، ومازلت أعمل في اليخوت السلطانية منذ ذلك الوقت أي منذ حوالي 25 سنة. عملت معظم الوقت على متن السفينة الشراعية زينة البحر. وهي سفينة رائعة الجمال وأنا سعيد جدا بوظيفتي كعريف للملاحين ومتخصص في الحبال. أشعر بأنني محظوظ لأنني أبحرت إلى العديد من الأماكن المثيرة في خدمة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد. لقد سافرت عبر المحيط الهندي وإلى مصر وأسبانيا وفرنسا وإنجلترا وألمانيا. لقد تطورت حياتي بدرجة كبيرة بسبب كثرة السفر والترحال، لكنني استمتعت بوجه خاص بزيارة مومباسا وزنجبار لأنهما لعبتا دورا هاما في التاريخ العماني، ومازال هناك الكثير من العمانيين يعيشون هناك.
لقد سمعت عن جوهرة مسقط في وسائل الإعلام، وذهبت إلى قنتب بمفردي لمشاهدة السفينة بنفسي. وتمنيت بعدها أن أصبح أحد أفراد طاقمها، لذلك، تقدمت للوظيفة عن طريق رئيسي المباشر الضابط الآمر. وقد تم اختياري بفضل الله للمشاركة في الرحلة إلى سنغافورة. لقد نصحني كثيرون من أصدقائي في البداية بعدم الذهاب لأن جوهرة مسقط لا تتوفر على أجهزة تكييف ولا حمامات، ولا كهرباء ولا أسرة مناسبة للنوم. لكنني عرفت أن هذه سفينة تاريخية مثل تلك السفن التي استخدمها البحارة العمانيون القدماء. لذلك، قررت الذهاب. وأنا سعيد جدا بهذا لقرار. نعم الحياة على متن الجوهرة صعبة في بعض الأوقات، مثلما حدث في الفترة الأخيرة عندما هطلت الأمطار بغزارة، لذلك كنا مشغولين طوال الوقت. لكنها تجربة مثيرة، وأنا أشعر بشرف كبير لكوني أحد أفراد الطاقم. إننا ملتزمون بتسليم هذه السفينة الجميلة بسلام إلى حكومة سنغافورة، وإنا على ثقة إننا سنحقق هذا الهدف معا بمشيئة الله.