مدونة القبطان
15th March 2010
صالح الجابري
إنه شيء رائع حقا أن نصل جميعا إلى كوتشين سالمين وبصحة جيدة
ترون من الابتسامات التي تعلو الأوجه أن كافة أفراد الطاقم بخير، فهذه ابتسامات حقيقية نابعة من القلب بعد 28 يوما قضيناها في عرض البحر. أجسامنا متسخة ناهيك عن رائحة العرق، إننا متعبين جدا. لقد بذل كل واحد منا جهودا جبارة لكي نصل إلى مينائنا الأول. إننا نشعر بسعادة غامرة وفخر كبير لأننا وصلنا إلى كوتشين التي استقبلنا بكل هذه الحفاوة الرائعة.
لقد كانت الرحلة ممتازة، وحاولنا في كل يوم أن نسجل رقما قياسيا جديدة للإبحار بسرعات تتراوح بين 5، 5.5، 6 عقدة. ثم انخفضت سرعة الرياح إلى أدنى حد لها ثم تغير اتجاهها، وفي بعض الأحيان كانت التيار يسير في الاتجاه المضاد بقوة. لكننا نجحنا في النهاية في الوصول، وإننا مسرورين جدا لوجودنا هنا في كوتشين. في الواقع لم ينم أحد منا ليومين أو ثلاثة أيام- فقد كان الجو حارا جدا وكان أفراد الطاقم ينامون على سطح السفينة لكن هذا الوضع يكون صعبا لاسيما عندما تجد الجميع يتحركون من حولك. لكننا نجحنا في الوصول إلى كوتشين ويمكننا أن نخلد إلى الراحة الآن.
أفراد الطاقم كانوا رائعين ومحترفين جدا. أعرف أن بعضهم يبحر لأول مرة، لكنهم تعلموا بسرعة، وأنا معجب جدا بهم. أمامنا طريق طويل إلى سنغافورة، لكنني واثق جدا في هذا الطاقم، بل أنا محظوظ جدا بهم.
سارت السفينة على ما يرام. لكننا واجهنا مشكلة واحدة في أحد الصواري، والدفة، لكننا نأمل أن نتمكن من إصلاحهما هنا قبل أن ننطلق في المحطة التالية من الرحلة.
لا نستطيع الانتظار إلى أن يتم تجهيز السفينة للمرحلة التالية. إننا جميعا نتطلع إلى الإبحار إلى وجهتنا التالية في سريلاكنا. لكنني أعتقد أننا جميعا في شوق للاستحمام بالماء الساخن، والتمتع بالنوم لفترة طويلة. كما أننا بحاجة إلى مد أرجلنا قليلا، فقد كان المكان ضيقا على متن الجوهرة، ولا يمكنك التحرك بحرية.