سرعات قياسية
8th March 2010
مدونة السفينة
الجوهرة تقطع أكثر من 100 ميل خلال 24 ساعة عندما تكون الرياح قوية
كان اليوم حافلا على متن جوهرة مسقط. فقد تراوحت سرعة الرياح من 15-20 عقدة أكثر طوال اليوم، ووصلنا إلى أقصى سرعة وهي 6.6 عقدة في فترة ما بعد الظهر. وقد قطعنا 105 ميلا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية وهذه أخبار عظيمة. علاوة على ذلك، هذه الرياح القوية جلبت أمواج بارتفاع مترين مما جعل الجوهرة تتمايل بشكل دراماتيكي، كما ترون من صور اليوم المنشورة في قسم الصور في الموقع. لكن أفراد الطاقم يتعاملون مع الظروف الصعبة بشكل جيد، كما أننا نتوخى الحذر الشديد عندما نتحرك على سطح الجوهرة. وعندما تجاوزت سرعة الرياح 16 عقدة طلب القبطان صالح من أفراد الطاقم استبدال الشراع المزيني بشراع العاصفة الأصغر حجما والأكثر أمنا. وكانت مهمة تغيير الشراع صعبة وسط هذه الأمواج، لكننا أنجزناها بنجاح بعد ساعة ونصف من الجهد من الجميع. ومازلنا نستخدم شراع العاصفة في الوقت الحالي.
سنصل قريبا جدا إلى النقطة المحددة سلفا والتي سنتجه منها نحو الشرق ثم ندخل إلى القناة التي توصلنا إلى المنطقة الواقعة بين اثنتين من جزر لاكشادويب. يبلغ عرض هذه القناة 40 ميلا، لكن ينبغي علينا أن نتوخى الحذر الشديد ونحن نشق طريقنا خلالها هذه الليلة. وبمجرد ما نصل إلى جانب البر الرئيسي لهذه الجزر، نأمل أن يكون الإبحار في اتجاه الشرق إلى كوتشين سهتا.
استقبلنا زائرين اليوم، أولهما طائرة من خفر السواحل الهندي مرت بالقرب منا صباح اليوم وحلقت على ارتفاع منخفض فوق الجوهرة حيث لوح لها أفراد الطاقم بقبعاتهم. ثم أرسل الطيار تحياته إلى القبطان صالح وطاقم السفينة لاسلكيا، واطمأنوا على أحوالنا. رد القبطان صالح التحية وشكرهم على اهتمامهم وقلقهم علينا.
أما زائرنا الثاني فكان خطاف البحر الذي هبط لفترة قصيرة على الجزء العلوي من عارضة الشراع الرئيسي. المعروف أن هذه الطيور تتكاثر في فصل الصيف على الجزر القريبة من الساحل العماني، ثم تتجه شرقا في الشتاء حيث تقضي عدة أشهر دون الاستقرار على البر. لكن كان من الواضح أن زائرنا كان يبحث عن مكان للراحة. لاحظنا بعد الإمعان فيه من خلال المنظار أن صدر الطائر كان ملطخا بالنفط، وكان يحاول تنظيف نفسه عندما هبط على عارضة الشراع. لكن الرياح العاتية وتمايل السفينة منعاه من البقاء فترة طويلة معنا، ثم طار بعد حوالي 15 دقيقة نحو الشرق.
يتحدث أفراد الطاقم فيما بينهم حاليا عما سيفعلونه عقب الوصول إلى كوتشين. لكن أولوياتنا جميعا تتمثل في الاتصال بعائلاتنا، والاستحمام والنوم لفترة طويلة.