The Jewel handles well even close to the wind

قصة الجوهرة

10th March 2010

معالي جورج يو وزير خارجة سنغافورة


معالي وزير الخارجية السنغافوري يحكي الجانب السنغافوري من قصة جوهرة مسقط

في السادس عشر من فبراير شارك زين العابدين في وداع طاقم سفينة شراعية عمانية لدى إبحارها في رحلة طويلة إلى سنغافورة قبل أن تتوقف في كوتشين في الهند وجال في سريلانكا وبينانج ومالاكا في ماليزيا. بنيت هذه السفينة على غرار سفينة قديمة كانت تحمل شحنة تتكون من أكثر من 60000 قطعة من الخزف والقطع الفنية الأخرى من سلالة تانج في القرن التاسع. وهذه قصة مثيرة ينبغي أن تسجل في كتاب في المستقبل.

قبل حوالي عشر سنوات، عندما كنت وزيرا للتجارة والصناعة، وصلتني رسالة من مستكشف ألماني شاب تحدث فيها عن اكتشاف حطام سفينة على بعد 500 ميل في مياه رملية ضحلة قرب جزيرة بيلتانج جنوب سنغافورة. وكان هذا الاكتشاف في غاية الأهمية، ربما تكون أعرق سفينة تحمل مثل هذه الحمولة الضخمة. قال المستكشف الألماني، إن ما يدعو للأسف أن يتم بيع هذه الحمولة بالقطعة، مشيرا إلى أنه ينبغي على سنغافورة الاحتفاظ بها وعرضها في أحد المتاحف، ونشر هذه القصة الرائعة عن طريق الحرير البحري. ولا شك أن التجارة بين الشرق والغرب والتي تعاظمت وتضاءلت على مر القرون مازالت تمثل شريان الحياة بالنسبة لسنغافورة.

وافقت على مقابلته على الرغم من أنني لم أكن متأكدا من مدى جدية العرض. وعندما قمت بدراسة الصور أدركت أن الأمر مهم. لكن، من أين سنوفر الأموال؟ كان رأي مجلس السياحة السنغافوري أن هناك قيمة كبيرة في العرض، لكن ليس بإمكانه إلا توفير مبلغ محدد. ولحسن الطالع، استطعنا، من خلال أونج بنج سنج الذي لديه اهتمام في حطام السفن، إقناع مؤسسة كو بتمويل باقي المشروع. هذا هو ببساطة شديدة ملخص ما حدث لأن الكثير من التقلبات والمنعطفات حدثت في هذا الموضوع.

وعندما تركت وزارة التجارة والصناعة في عام 2004، كانت قد تم إبرام الصفقة واستحوذ مجلس السياحة السنغافوري على الكنز. ومع ذلك، مازال ينبغي إجراء المزيد من الأبحاث حول العديد من الجوانب المختلفة للحمولة والسفينة والإطار الزمني لها. أتت القطع الخزفية من العديد من الأفران المنتشرة في كل أنحاء الصين، وجاء الجزء الأكبر منها شانجسا، وتشتمل على قطع ثمينة باللونين الأزرق والأبيض مما يوضح أنها من سلالة المينج القديمة. أما الزخارف التي تدل على الفترة الزمنية فهي تاوية وبوذية وإسلامية ومن آسيا الوسطى. وكان ذلك عصر التانج، وسرويجايا ونالاندا والعباسيين. كما كانت هناك مجموعة صغيرة من الحلي الذهبية والفضية التي كانت مخصصة لأحد حكام غرب آسيا. أما الشيء الغريب فهو العثور على فرشاة صينية مع قطع من الحبر الجاف. هل هذا يدل على وجود مسئول صيني صغير على متن السفينة؟ السفينة ذاتها لم تكن صينية لكنها كانت قارب شراعي من غرب آسيا.

وعندما كنت في زيارة لسلطنة عمان منذ حوالي ثلاث سنوات، شاهدت نسخة طبق الأصل من سفينة السندباد. وبعد أن وصفت السفينة التي كانت تحمل كنز التانج إلى نائب الوزير المرافق لي، سألت عما إذا كان بإمكان العمانيين بناء سفينة على غرارها لنا، ولم أكن جادا تماما في هذا الطلب. أنا أعرف أن العمانيين يتمتعون بتقاليد عريقة في بناء السفن تعود إلى قديم الزمان. رد وزير الخارجية العماني بحماس شديد، وخلال أشهر قليلة، عرض صاحب الجلال السلطان قابوس بناء السفينة وتقديمها كهدية إلى سنغافورة. وكما اتضح لاحقا، من المرجح أن تكون عمان هي المكان الذي بنيت فيه السفينة الشراعية التي كانت تحمل كنز التانج منذ ما يزيد عن ألف عام. إن نمط التشبيك المربع المستخدم في بناء السفينة هو نفس الأسلوب المستخدم في بناء السفن في صحار اليوم. وتشير نتائج تحليل الحمض النووي للأخشاب إلى أن الأشجار المستخدمة زرعت في آسيا باستثناء أخشاب السدر التي أتت من ساحل مالابار. ومما لا شك فيه أن سلطنة عمان كانت تتمتع بصلات قوية مع سواحل شرق أفريقيا السواحيلية وسواحل كونكان ومالابار.

بصرف النظر عن الأدوات الملاحية الحديثة، بنيت جوهرة مسقط بناء على التصميم القديم، بدون أي محرك، وستبحر مع الرياح الموسمية. وعلى الرغم من أن الجوهرة لا تحمل أي حمولات، إلا أنها مكتظة ويبلغ طولها 18 مترا وعرضها 6.5 مترا. كما أنها لا تحمل أي ركاب. ومما لا شك فيه أن الرحلة إلى سنغافورة لن تكون بلا مخاطر. وأتمنى أن يكون الطقس معتدلا، وأتطلع إلى الترحيب بالسفينة لدى وصولها بسلام إلى مياهنا في يوليو إن شاء الله.

< السابق  |  التالي >