belitong-resized

خطوط التجارة التاريخية

28th June 2010

مدونة السفينة

الفرصة سانحة للحديث عن تاريخ الجوهرة وحمولتها في يوم إبحار هادئ.

يوم طويل وخال من الأحداث حيث استمرت الرياح الخفيفة والتيارات المتغيرة مما جعلنا نبقى في مكان واحد على الرغم من الجهود الكثيرة التي بذلناها لكي نحرز بعض التقدم. وظلت الأشرعة مرخية على عارضة الشراع، لكننا استفدنا من نسيم غربي هب علينا منذ ساعة (أي عند الساعة 2200) مما دفعنا ببطء إلى الخلف نحو مسارنا الأصلي. إننا نستطيع رؤية البرق نحو الغرب، لذلك من المحتمل أن تهطل بعض الأمطار وتهب علينا بعض الرياح مع بزوغ الفجر.
وصلتنا رسالة مؤخرا من أليكسا، من شلالات شاجرن في أوهايو، تطرح فيها السؤال التالي: “هل تعد القطع التي تم العثور عليها ضمن بقايا سفينة البيلتانج أول دليل على أن العرب والفرس استوردوا الأواني الفخارية من الصين؟” في الواقع يا أليكسا إن سؤالك يشكل محور الكثير من الأبحاث والمناقشات فيما بين الكثير من العلماء. كما تعلمين، إن سفينة البيلتانج (أي سفينة القرن التاسع التي بنيت جوهرة مسقط على غرارها) كانت تحمل حوالي 60000 قطعة من الأواني الفخارية والخزفية الخاصة بسلالة تانج- وهي تعد أكبر مجموعة من قطع السيراميك الصينية التي تم اكتشافها حتى الآن. ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن معظم القطع تم العثور عليها سليمة تماما. ولأن سفينة البيلتانج غرقت خلال الفترة 826-820 قبل الميلاد، وأنها كانت تحمل هذه الشحنة الكبيرة من السيراميك، فمن الممكن القول أنه كانت هناك تجارة مباشرة في السيراميك بين الشرق الأدنى والصين وكانت تلك التجارة مستمرة لعدة عقود — ربما من منتصف القرن الثامن عشر إلى أواخره. وفي عام 1059 قبل الميلاد، كتب محمد بن حسين البيهلي أن الخليفة العباسي هارون الرشيد (786-809 قبل الميلاد) تلقى هدية تتكون من عشرين قطعة من الأواني المصنوعة من الخزف الصيني تتضمن أوعية وأكواب وأنصاف أكواب لم يتم العثور على مثيلاتها في بلاط الخليفة من قبل، بالإضافة على 2000 قطعة أخرى من البورسلين. علاوة على ذلك، كشفت الحفريات الأثرية في أحد المساجد في مدينة سيراف الإيرانية النقاب عن وجود أحجار صينية يعود تاريخها إلى أوائل القرن التاسع، ربما قبل عقدين من مغادرة سفينة البيلتانج الصين في رحلتها المشئومة.
لذلك، على الرغم من أن حمولة سفينة البيليتانج ليست أقدم دليل على ازدهار تجارة السيراميك بين الصين والشرق الأدنى، إلا أنها تشكل أهم دليل على رواج تلك التجارة. ولا شك أن العلماء سوف يواصلون البحث عن المزيد من المعلومات جديدة من خلال دراساتهم وتحليلاتهم لهذه المجموعة الرائعة من الأواني الفخارية الخاصة بسلالة التانج. وأؤكد لك أن جميع أفراد طاقم جوهرة مسقط يتطلعون بشغف لمشاهدة مجموعة الأواني بأنفسهم خلال فترة إقامتهم في سنغافورة.

< السابق  |   التالي >