رياح متقلبة ووسائل إبحار قديمة

9th March 2010

مدونة السفينة


الرياح المتقطعة تؤدي إلى تقدم الجوهرة ببطء شديد، وفي الوقت نفسه يحاول أفراد الطاقم تقييم وسائل الملاحة القديمة

على الرغم من أن الرياح الموسمية الشمالية الشرقية عادة ما تستمر حتى شهر أبريل، إلا أن البحارة المحنكين من الماضي حتى يومنا هذا عرفوا أنه ينبغي اعتبار شهري فبراير ومارس فترة انتقالية. تمر سنوات تكون الرياح قوية وثابتة خلال هذه الفترة، ولا تكون كذلك في سنوات أخرى. كنا بالأمس نتحرك بسرعة تصل إلى 6 عقدة، واليوم نبحر ببطء حيث انخفضت السرعة إلى عقدة واحدة. وكما هو الحال دائما، مازلنا نأمل أن يأتي الغد برياح أفضل.

وعلى الرغم من انخفاض سرعة الجوهرة اليوم، إلا أننا جميعا كنا مشغولين ببعض الأعمال. وكما قال أحمد بن ماجد في كتاباته، “إن القبطان الحكيم يفحص سفينته باستمرار وبخاصة الدفة.” لذلك، ونظرا للضغوط التي تعرضت لها الجوهرة مؤخرا بسبب سوء الأحوال الجوية، استغل القبطان صالح هدوء الجو اليوم وأمر بتشديد حبال الدفة، وفحص الحبال فوق صواري السفينة بعناية فائقة.

لتسأل عن مدى دقة الكمال بالنسبة للملاحة. والإجابة هي، “إننا في الواقع لا نعرف، لكننا نحاول معرفة ذلك.” قام البحارة العرب برحلات عديدة عبر المحيط الهندي في الماضي. واستطاع كل واحد منهم تكوين ثروة من المعلومات المفيدة التي تساعدهم في الإبحار بمزيد من الدقة في الرحلات التالية. ومن الواضح أن قراءات الكمال التي تساعد في تحديد خط العرض كانت في غاية الأهمية. لكن، ولكي نستفيد من تلك المعلومات ينبغي مقارنتها بالإحصائيات المتوفرة في الوقت الحالي.

لدينا معلومات حول مواقع النجوم من أحمد بن ماجد وسليمان المهري، ويقوم القبطان صالح وإريك سابلس بمقارنة القراءات التي سجلاها مع ما يقابلها من قراءات هذين البحارين العربيين العظيمين. بيد أن هذه المصادر التاريخية تعود لثمانمائة سنة، ولا تحتوي في بعض الأحيان على التفاصيل التي يريدها المرء. على سبيل المثال، عبر البحار العربي أحمد بن ماجد جزر لاكشادويب باستخدام نفس القناة التي تبحر الجوهرة من خلالها حاليا. يقول أحمد بن ماجد في كتابه، إن نجم الشمال يبعد ثلاثة أصابع فوق الأفق عند خط العرض الحالي، لكنه لم يذكر المسافة التي ينبغي أن يكون الكمال عليها من العين (أي كم عقدة على الخيط)، لذلك، ينبغي علينا تحديد هذه المسافة بأنفسنا. وبمجرد ما نقوم بتدوين قراءات الكمال لكامل الرحلة حتى سنغافورة، سوف تتوفر قاعدة بيانات موثوق بها، ويمكن للبحارة المهتمين بفهم أساليب الملاحة العربية القديمة أن يستخدمونها في المستقبل.

< السابق  |   التالي >