Captain Saleh Al Jabri uses the sextant to take a reading from the sun

عواصف مطيرة قوية

29th May 2010

مدونة السفينة


يصارع أفراد الطاقم مع العواصف المطيرة المفاجئة، بيد أن الرياح مازالت خفيفة والتقدم نحو ميناء جورج تاون في بينانج مازال بطيئا..

يصارع أفراد الطاقم مع العواصف المطيرة المفاجئة، بيد أن الرياح مازالت خفيفة والتقدم نحو ميناء جورج تاون في بينانج مازال بطيئا.

بدأنا يومنا الرابع ونحن نعاني من ارتفاع درجات الحرارة مثل الأيام الثلاثة الماضية. وبعد تناول طعام الإفطار من العدس، قام أفراد الطاقم بأداء الأعمال الروتينية اليومية، ثم حاول الجميع البحث عن أي مأوى يحميهم من أشعة الشمس الملتهبة. بيد أن الأشرعة المرخية وفرت شيئا من الظل. وفي وقت متأخر من بعد الظهر، بدا الأمر وكأن تنبؤات الأحوال الجوية سوف تصدق، فقد تكاثرت السحب في الغرب، وجاءت نسمة خفيفة من الهواء. ازدادت سرعة الجوهرة بحوالي عقدة أو عقدتين. ومع حلول المساء، تحولت السحب إلى عاصفة استوائية مطيرة، بيد أنها كانت بعيدة ولم نكن متأكدين من أنها ستمر بدون التأثير علينا. ثم اتضح بعد تناول طعام العشاء أن العاصفة المطيرة ستضربنا بالفعل، لذلك ارتدى أفراد الطاقم كافة التجهيزات الخاصة بالمطر وما إلى ذلك. وكان واضحا أن اليوم الذي بدأ كسابقيه، سوف ينتهي على نحو دراماتيكي.

وبعد ساعة من استمرار تزايد الرياح، أتت العاصفة المطيرة في الساعة 1945 تقريبا. وكانت الرياح تضرب في الحبال، وعندما تجاوزت سرعتها 30 عقدة، أتت الأوامر بإنزال الشراع المزيني (الخلفي). وبعد لحظات فقط، وقبل إنزال الشراع المزيني، سمعنا صوت صدع مرتفع من منطقة مقدمة السفينة، ورأينا عارضة الشراع السفلى وهي تتحول إلى قطعتين. انصب تركيز أفراد الطاقم على الفور على تأمين العارضة المتأثرة، وتعديل الشراع الرئيسي. ولم يكن تنفيذ هذه المهمة بالأمر السهل وسط الأمطار الغزيرة، وترنح سطح السفينة، فضلا عن الظلام، لكن أفراد الطاقم استطاعوا في نهاية المطاف وضع كل شيء تحت السيطرة في وقت قصير نسبيا. ثم ركزوا على إنزال وتأمين الشراع المزيني إلى أن تنتهي العاصفة المطيرة.

وبمجرد مرور الرياح وتوقف الأمطار الغزيرة، قام أفراد الطاقم بوضع العارضة الإضافية على الشراع الرئيسي، ثم وبعد إجراء بعض الإصلاحات في الشراع المزيني تم رفع الشراعين. الساعة الآن تقترب من منتصف الليل، ومازلنا نبحر تحت ضوء القمر. ولسوء الحظ لم تؤد العاصفة المطيرة إلى حدوث أي تحسن في سرعة الرياح، ومازلنا على هدوئنا السابق. فكل ما نستطيع تحقيقه من تقدم يعترضه تيار معاكس. بيد أن معنويات أفراد الطاقم مرتفعة. لقد تعاملنا مع عاصفة مطيرة أخرى بنجاح، والسفينة والطاقم سالمين، ومثلما فعل البحارة القدامى منذ آلاف السنين، سنقوم بتعليق ملابسنا لكي تجف ونتمنى أن تتحسن سرعة الرياح غدا.

< السابق  |   التالي >