Everything is kept tidy

الحياة على سطح السفينة

11th April 2010

مدونة السفينة


كان واضحا خلال وجبة الإفطار الأولى في هذه المرحلة من الرحلة أننا سنأخذ بعض الوقت قبل أن نتأقلم مع الحياة على سطح جوهرة مسقط مرة أخرى.

كان التعب والإنهاك واضحين على وجوه أفراد الطاقم بينما كنا نتناول طعام الإفطار. كانت تحضيرات السفر وقلة النوم، وبعض حالات دوار البحر هي السبب في حالة الإنهاك التي بدت على أوجه أفراد الطاقم. وعلى الرغم من كل ذلك، معنوياتنا مرتفعة جدا وجميعنا نشعر بسعادة غامرة لعودتنا إلى البحر مرة أخرى. انضم إلى طاقم الجوهرة عضوين جديدين هما السريلانكي تواني إسماعيل والبريطاني جيفري دوبس الذي يقيم حاليا في جال في سريلانكا.

ومع استقرار سرعة الرياح عند 10-12 عقدة، ومع صفاء السماء، كان اليوم مناسبا تماما للإبحار وأحرزنا تقدما ممتازا نحو الجنوب، وقطعنا 92 ميل في غضون 24 ساعة فقط. تجدر الإشارة إلى أن تعبير “عقدة” يستخدم لقياس سرعة السفن في البحر، ويعادل 1.8 كيلومتر في الساعة. وقد بدأ استخدام هذا المصطلح في أوروبا منذ حوالي 300 سنة تقريبا. وكان من المهم في ذلك الوقت والآن أيضا معرفة سرعة السفينة لضمان دقة الملاحة. لكن حساب السرعة لم يكن بالأمر السهل. لذلك ابتكر البحارة نظاما مميزا حيث كانوا يربطون قطعة صغيرة من الخشب بطرف حبل به عدة عقد على مسافات محددة، وكان يلقونه في الماء. وكان البحار يقوم بحصر عدد العقد التي كانت تمر من يده مع فك الحبل خلال فترة محددة من الوقت- مثلما كان يتم القياس بكوب الرمال الصغير- وبالتالي، فإن عدد العقد يمثل سرعة السفينة. وقد انتهى زمن الحبل ذي العقد منذ فترة طويلة. لكن، وعلى الرغم من أن التكنولوجيا الحديثة تعطي للبحارة الوسائل التي تمكنهم من قياس سرعة السفينة بدقة متناهية، ظل تعبير عقدة مستخدما حتى وقتنا هذا. (استخدم البحارة العرب التقليديون وحدة للقياس تعرف باسم “الزمات.” حيث أن الزمة الواحدة تساوي ثلاث ساعات تقريبا، بيد أن كتب الملاحة توضح أنهم كانوا يستخدمونها كمقياس للمسافة أيضا).

تسير الأمور على ما يرام على متن الجوهرة في هذه الظروف، ويبدو أنها تبحر بسرعة أكبر نسبيا مما كانت عليه خلال المحطة الأولى من الرحلة. وبينما كانت الجوهرة في الرصيف الجاف في كوتشين، تم إنزال حوالي ثلاثة أطنان من أثقال حفظ التوازن على أمل تحسين السرعة والأداء، ويبدو أن هذا الإجراء قد نجح بالفعل. (مازلنا نحمل حوالي 23 طنا من الرصاص والحصى المستخدمة لحفظ توازن الجوهرة.)

وبعد غروب الشمس، بدأنا جميعا نلاحظ بعض ومضات من البرق في الأفق الجنوبي. وقد تابعنا السماء عن كثب مع إبحارنا نحو العاصفة، لكن البرق تلاشى قبل أن نقترب من مصدره. بيد أن البرق والرعد منح فريق المراقبة الليلية عرضا مبهرا لقوة الطبيعة- وكانت لحظات سارة لأنه كان بعيدا.

< السابق  |   التالي >